زامبي

من أساطير العالم

 

أسطورة أفريقية -


زامبي



في العصور الأولى، في قديم الزمان، وفي الأيّام الأولى للعالم، قام زامبي ابن ميبئي بخلق إنسان، أطلق عليه اسم زامبي. بعد ذلك خلق شامبانزي وأسماها زامبي، وخلق فيلًا أيضًا وأسماه زامبي.

بعد ذلك خلق إنسانين، واحدًا أسود البشرة وآخر أبيضها. كما أطلق على كليهما اسم زامبي. ثمّ منح كلًّا منهما هدايا لتساعدهما على الارتزاق والقيام بأودهما في العالم: النّار، والماء، والسكاكين، والفؤؤس، والكتاب. بعد ذلك انطلق في طريقه واختفى وغاب عن الأنظار.

جلس الشخصان اللذان اسمهما زامبي على مقربة من النار. لٰكنّ الدخان طار باتجاه الشخص الأبيض، ودخل عينيه. فما كان منه إلاّ أن حمل الكتاب وابتعد من هناك. هٰذا كان كلّ ما أخذه معه - الكتاب.

نظر الشامبانزي حواليه فوقع نظره على قطوف من الثمار الناضجة على قمّة شجرة باسقة. فرمى الهدايا التي كانت بيديه: السكاكين، والفؤوس، والكتاب، والتفت عن النار واتجه ليقطف الثمار. وعندما شاهدت الغوريلا ذلك الشامبانزي يلتهم الثمار الحلوة المليئة بالعصير، فعلت نفس الشيء. أمّا الفيل فقد كانت لديه وفرة من كلّ شيء، ولم يقلق على أيّ شيء.

أمّا الإنسان الأسود فقد قام بمعالجة النار وتحريكها، ليُبقي عليها مشتعلة. لقد كان منشغلًا جدًّا بذلك حتّى إنّه لم يقرأ الكتاب.
عندما عاد زامبي الأوّل إلى الأرض دعاهم جميعًا ليمتثلوا أمامه وقال:
”أين جميع الهدايا التي منحتكم إيّاها؟“
قال الشامبانزي: ”رميتها عندما ذهبت لقطف الثمار.“
فأمره زامبي: ”هيّا اذهب وأحضر الهدايا.“
انطلق الشامبانزي يبحث عنها، ولٰكنّه لم يجدها.
فقال له زامبي: ”لذلك، فإنّك ستعيش في الغابات والأدغال“، ثمّ غطّى جلده بالشعر، ووضع له الأسنان العظيمة في فمه، وتركه يذهب في طريقه.
”تعالي إليّ الآن أنت أيتها الغوريلا“، قال زامبي.
فردّت عليه: ”تركتُ أشيائي عندما ذهبت لأكل الثمار.“
”مصيرك كمصير الشامبانزي“، قال لها زامبي. وهكذا انطلقت الغوريلا إلى الغابات.
وبعد ذلك التفت زامبي إلى الإنسان الأسود، وسأله:
”أين الكتاب الذي أعطيتك إيّاه؟“
”لم أقرأ الكتاب، إنّما كنت مهتمًّا بمعالجة النار.“ ردّ عليه الإنسان الأسود الذي اسمه زامبي.
”آه، إنّك بلا معرفة ولا علم“، قال له الإله زامبي. ”هيّا اذهب وانكبّ على معالجة النار، إنّك ستعمل طيلة حياتك لمعيشتك.“
ثمّ التفتَ إلى الإنسان الأبيض:
”طيلة عمرك، لن تُلقي الكتاب من يديك. لأنّك اخترت فقط هٰذا الشيء. إنّك ستمتلك المعرفة والفهم. ولٰكنّك ستعيش بلا نار، إلاّ إذا قام الإنسان الأسود بإشعالها لك.“

وهكذا، يعيش الفيل والشامبانزي والغوريلا في الغابات والأدغال لأنّ هٰؤلاء لم يعتنوا بالهدايا التي منحها لهم الإله زامبي. أمّا الإنسان الأبيض فيعيش في وفرة معيشية نزلت عليه من تعاليم الكتب. بينما يقوم الإنسان الأسود بالعمل والكدّ لمعيشته، ويستمتع بدفء النار.
*

علينا أن نتصارح لكي نتصالح



سلمان مصالحة ||

 
علينا أن نتصارح لكي نتصالح -

المتابع من أبناء جلدتنا لما يجري في هذا العالم الواسع يجد نفسه أمام ظاهرة فريدة. فلو نظرنا إلى ما يحصل من أحداث نرى أنّ القاسم المشترك بينها هو أنّ غالبيّتها هو مواقع وقوعها الجغرافية. إذ نرى أنّها تحدث في الأصقاع التي توصف بانتمائها إلى العالمين العربي والإسلامي.

الأفوه الأوديّ || لا يصلح الناس فوضى

مختارات



وذكّر إن نفعت الذكرى


الأفوه الأوديّ ||


لا يصلح الناس فوضى



لا يَصْلُحُ النّاسُ فَوْضَى لا سَراةَ لَهَمْ
وَلا سَرَاةَ إذَا جُهَّالُهُمْ سَادُوا
...
كَيْفَ الرَّشادُ إذا ما كُنْتَ فِي نَفَرٍ
لَهُمْ عَنِ الرُّشْدِ أَغْلالٌ وَأَقْيادُ

أَعْطَوْا غُواتَهُمُ جَهْلاً مَقَادَتَهُمْ
فَكُلُّهُمْ فِي حِبَالِ الغَيِّ مُنْقَادُ

حانَ الرَّحِيلُ إلَى قَوْمٍ وَإنْ بَعُدُوا
فِيهِمْ صَلاحٌ لُمُرْتادٍ، وإرْشادُ

فَسَوْفَ أَجْعَلُ بُعْدَ الأرضِ دُونَكُمُ
وَإنْ دَنَتْ رَحِمٌ مِنْكُمْ وَمِيلادُ

إنَّ النَّجاةَ إذا ما كُنْتَ ذَا بَصَرٍ
مِنْ أَجَّةِ الغَيِّ إبْعادٌ فَإبْعادُ

وَالخَيْرُ تَزْدادُ مِنْهُ ما لَقِيتَ بِهِ
والشَّرُّ يَكْفِيكَ مِنْهُ قَلَّ ما زَادُ
***


* من داليّة الشاعر
نقلاً عن: ديوان الأفوه الأودي، ت: محمد التونجي، دار صادر، بيروت 1998

سحيم || أشهد عند الله أن قد رأيتها



مختارات من الشعر الإيروسي العربي القديم

سحيم || 

أشهد عند الله أن قد رأيتها



وَبِتْنَا وِسَادَانَا إلَى عَلَجَانَةٍ
وَحِقْفٍ تَهاداهُ الرِّياحُ تَهادِيَا

تُوَسِّدُنِي كَفًّا وَتَثْنِي بِمِعْصَمٍ
عَلَيَّ وَتَحْوِي رِجْلَهَا مِنْ وَرائِيَا

وَهَبَّتْ لَنَا رِيحُ الشَّمَالِ بِقِرَّةٍ
وَلا ثَوْبَ إلاّ بُرْدُهَا وَرِدائِيَا

فَمَا زَالَ بُرْدِي طَيِّبًا مِنْ ثِيَابِهَا
إلَى الحَوْلِ حَتَّى أَنْهَجَ البُرْدُ بَالِيَا

سَقَتْنِي عَلَى لَوْحٍ مِنَ الماءِ شَرْبَةً
سَقَاها بِها اللّهُ الذِّهَابَ الغَوَادِيَا

وَأَشْهَدُ عِنْدَ اللّهِ أنْ قَدْ رَأَيْتُهَا
وَعِشْرِينَ مِنْهَا إصْبَعًا مِنْ وَرائِيَا

أُقَلِّبُهَا لِلجانِبَيْنِ وَأَتَّقِي
بِهَا الرِّيحَ والشَّفَّانِ مِنْ عَنْ شِمَالِيَا

ألا أيُّهَا الوادِي الّذِي ضَمَّ سَيْلُهُ
إلَيْنَا نَوَى الحَسْناءِ حُيِّيتَ وَادِيَا
...
*
من يائية الشاعر.
نقلاً عن: ديوان سُحيم عبد بني الحسحاس، بتحقيق الأستاذ عبد العزيز الميمني، دار الكتب 1950




نشيد الأناشيد || الفصل الثاني


ترجمة جديدة لفصل من التوراة






نشيد الأناشيد || الفصل الثاني


(1) أَنَا زَنْبَقَةُ الشَّارُونِ، سَوْسَنَةُ الوِدْيَانِ. (2) كَسَوْسَنَةٍ بَيْنَ الأَشْواكِ، كَذَا حَلِيلَتِي بَيْنَ البَنَاتِ. (3) كَتُفَّاحَةٍ بَيْنَ شَجَرِ الوُعُورِ، كَذَا حَبِيبِي بَيْنَ البَنِينِ؛ فِي ظِلالِهِ رُمْتُ لَوْ جَلَسْتُ، وَثَمَرُهُ حُلْوٌ فِي حَلْقِي. (4) جَاءَ بِي إلَى بَيْتِ الخُمُورِ، وَرَايَتُهُ عَلَيَّ هَوًى. (5) اسْنِدُونِي بِقَرَائِصِ الزَّبِيبِ وَارْفِدُونِي بالتُّفّاحَ: لِأَنِّي، عَلِيلَةُ هَوًى أَنَا. (6) يُسْرَاهُ تَحْتَ رَأْسِي، وَيُمْنَاهُ تَحْضُنُنِي. (7) حَلَّفتُكُنَّ يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ، بِالظِّبَاءِ، أوْ، بِأَيَائِلِ الحَقْلِ: ألَّا تُنَبِّهْنَ الهَوَى، حَتَّى يَتُوقَ. (8) صَوْتُ حِبِّي، هُوَ ذَا آتٍ؛ وَاثِبًا فِي الجِبَالِ، قَافِزًا فِي التِّلالِ. (9) شَبِيهُ ظَبْيٍ حَبِيبِي، أَوْ رَشَأُ الأَيَائِلِ؛ هَا هُوَ ذا وَاقِفٌ وَرَاءَ سُورِنَا؛ نَاطِرٌ فِي النَّوَافِذِ، نَاظِرٌ فِي الكُوَى. (10) أَجَابَ حَبِيبِي، وَقالَ لِي: هَيَّا انْهَضِي يا حَبِيبَتِي، جَمِيلَتِي، وَتَعَالَيْ إلَيَّ. (11) فَهَا هُوَذَا الخَرِيفُ قَدْ مَضَى؛ وَالمَطَرُ قَدْ مَرَّ وَانْقَضَى. (12) الزَّهْرُ فِي الأَرْضِ بَدَا، أَوَانُ البُلْبُلِ آنَ، وَصَوْتُ اليَمَامِ يَعُمُّ أَرْضَنَا. (13) التِّينَةُ حَنَطَتْ فَجَّهَا، وَالكَرْمَةُ حِصْرِمٌ تَفُوحُ شَذًى؛ هَيَّا انْهَضِي يَا حَبِيبَتِي وَتَعَالَيْ إليَّ. (14) يَا حَمَامَتِي في شُقُوقِ الصُّخُورِ، فِي خَفَايَا الأَدْرَاجِ، أَرِينِي مُحَيَّاكِ، أَسْمِعِينِي صَوْتَكِ: لِأَنَّ صَوْتَكِ رَخِيمٌ وَمُحَيَّاكِ وَسِيمٌ. (15) أَمْسِكُوا عَنّا، الثَّعَالِبَ، صِغَارَ الثَّعَالِبِ، تُفْسِدُ لَنَا الكُرُومَ؛ وَكُرُومُنَا حِصْرِمٌ. (16) حَبِيبِي لِي وَأَنَا لَهُ، هو الرَّاعِي بَيْنَ السَّواسِنِ. (17) إِلَى أَنْ يَزُولَ النَّهَارُ، وَتَلُوذَ الظِّلالُ بِالفِرَارِ: عُدْ شَبِيهَ ظَبْيٍ يَا حَبِيبِي، أَوْ رَشَأَ الأيَائِلِ، عَلَى شِعَبِ جِبَالِ بَاتِرَ.
*
ترجمة: سلمان مصالحة
***

النصّ العبري

שיר השירים || פרק ב



(א) אֲנִי חֲבַצֶּלֶת הַשָּׁרוֹן, שׁוֹשַׁנַּת הָעֲמָקִים. (ב) כְּשׁוֹשַׁנָּה בֵּין הַחוֹחִים, כֵּן רַעְיָתִי בֵּין הַבָּנוֹת. (ג) כְּתַפּוּחַ בַּעֲצֵי הַיַּעַר, כֵּן דּוֹדִי בֵּין הַבָּנִים; בְּצִלּוֹ חִמַּדְתִּי וְיָשַׁבְתִּי, וּפִרְיוֹ מָתוֹק לְחִכִּי. (ד) הֱבִיאַנִי אֶל-בֵּית הַיָּיִן, וְדִגְלוֹ עָלַי אַהֲבָה. (ה) סַמְּכוּנִי, בָּאֲשִׁישׁוֹת--רַפְּדוּנִי, בַּתַּפּוּחִים: כִּי-חוֹלַת אַהֲבָה, אָנִי. (ו) שְׂמֹאלוֹ תַּחַת לְרֹאשִׁי, וִימִינוֹ תְּחַבְּקֵנִי. (ז) הִשְׁבַּעְתִּי אֶתְכֶם בְּנוֹת יְרוּשָׁלִַם, בִּצְבָאוֹת, אוֹ, בְּאַיְלוֹת הַשָּׂדֶה: אִם-תָּעִירוּ וְאִם-תְּעוֹרְרוּ אֶת-הָאַהֲבָה, עַד שֶׁתֶּחְפָּץ. (ח) קוֹל דּוֹדִי, הִנֵּה-זֶה בָּא; מְדַלֵּג, עַל-הֶהָרִים--מְקַפֵּץ, עַל-הַגְּבָעוֹת. (ט) דּוֹמֶה דוֹדִי לִצְבִי, אוֹ לְעֹפֶר הָאַיָּלִים; הִנֵּה-זֶה עוֹמֵד, אַחַר כָּתְלֵנוּ--מַשְׁגִּיחַ מִן-הַחַלֹּנוֹת, מֵצִיץ מִן-הַחֲרַכִּים. (י) עָנָה דוֹדִי, וְאָמַר לִי: קוּמִי לָךְ רַעְיָתִי יָפָתִי, וּלְכִי-לָךְ. (יא) כִּי-הִנֵּה הַסְּתָו, עָבָר; הַגֶּשֶׁם, חָלַף הָלַךְ לוֹ. (יב) הַנִּצָּנִים נִרְאוּ בָאָרֶץ, עֵת הַזָּמִיר הִגִּיעַ; וְקוֹל הַתּוֹר, נִשְׁמַע בְּאַרְצֵנוּ. (יג) הַתְּאֵנָה חָנְטָה פַגֶּיהָ, וְהַגְּפָנִים סְמָדַר נָתְנוּ רֵיחַ; קוּמִי לכי (לָךְ) רַעְיָתִי יָפָתִי, וּלְכִי-לָךְ. (יד) יוֹנָתִי בְּחַגְוֵי הַסֶּלַע, בְּסֵתֶר הַמַּדְרֵגָה, הַרְאִינִי אֶת-מַרְאַיִךְ, הַשְׁמִיעִנִי אֶת-קוֹלֵךְ: כִּי-קוֹלֵךְ עָרֵב, וּמַרְאֵיךְ נָאוֶה. (טו) אֶחֱזוּ-לָנוּ, שֻׁעָלִים--שֻׁעָלִים קְטַנִּים, מְחַבְּלִים כְּרָמִים; וּכְרָמֵינוּ, סְמָדַר. (טז) דּוֹדִי לִי וַאֲנִי לוֹ, הָרֹעֶה בַּשּׁוֹשַׁנִּים. (יז) עַד שֶׁיָּפוּחַ הַיּוֹם, וְנָסוּ הַצְּלָלִים: סֹב דְּמֵה-לְךָ דוֹדִי לִצְבִי, אוֹ לְעֹפֶר הָאַיָּלִים--עַל-הָרֵי בָתֶר.
*


أبو أدهم الإشبيلي || يا أيها الرشأ


مختارات

أبو أدهم الإشبيلي ||

يا أيها الرشأ


يَا أيُّهَا الرَّشَأُ الَّذِي عُلِّقْتُهُ
هٰذا زَمانُ الوَصْلِ مِلْءَ الآصِرَةْ.

آچي مشعول || أكتوبر، خريف



آچي مشعول ||

 أكتوبر، خريف



أُمِّي مُنْذُ زَمَنٍ تَتَهَيْكَلُ فِي التُّرابِ
وَلِي يَوْ-مِيلاد

سَأَضَعُ رَأْسِي بَيْنَ كَفَّيْ يَدَيَّ
حَتَّى يَسْتَيْقِظَ بِهِمَا كَفَّا يَدَيْهَا
اللّذانِ يَعْرِفانِ، فِي الجَبِينِ،
حَدْسَ المَرَضِ

أَبِي، في هذه الأثناء، يُعِدُّ شَرَابًا
مِنْ هُوكْ أَبْيَضَ وَصُودَا
يَرْفَعُ قَضِيبًا مِنْ خَشَبٍ، فِي طَرَفِهِ
بَجَعَةٌ مِنْ حَدِيدٍ
وَيُنْزِلُ لِي مِعْطَفَ نَفْتالِين
مِنَ أَعْلَى عَلاّقَةٍ فِي الخِزَانَة.
*

من كتاب: ”ملاك الغرفة“، ص 222

ترجمة من العبرية: سلمان مصالحة


אגי משעול | ׳אוקטובק, סתיו׳, ערבית: סלמאן מצאלחה 

ما الذي يشغل الأجيال العربية الناشئة؟

سلمان مصالحة ||
ما الذي يشغل الأجيال العربية الناشئة؟

أتابع بين الفينة والأخرى استطلاعات الرأي التي تُجرى في هذا البلد أو ذاك. ولأنّ الأقربين أولى بالمعروف، كما يُقال، فإنّي أميل إلى متابعة هذه الاستطلاعات في البلاد العربية. وبالرغم من مساحات الخطأ في هذا النوع من الأبحاث الميدانية، إلاّ أنّها تبقى إحدى الوسائل الهامّة للوقوف على بعض الأمور التي يتوجّب على المهتمّين، وخاصّة أصحاب القرار، أن يضعوها نصب أعينهم.

يوسف عوزير || للرجل الخفيّ من بغداد

 شعر عبري


يوسف عوزير || 

للرجل الخفيّ من بغداد


أَنْتَ فِي بَغْدادَ الَّتِي مَشَى إلَيْهَا
آبائِي وَأَجْدادِي.
هُناكَ زَرَعُوا وَوَلَدُوا،
نَهَلُوا ماءَ الفُراتِ وَدِجْلَة،
أَرْضَعُوا طِفْلاً،
رَأَوْا إمْبراطوريّات تَعْلُو لِلسَّماء،
وَتَسْقُطُ فِي الهاوِيَة.

مِنْ النَّهْرِ ذاتِه، أَعَدَّ أَبِي كَأْسَ شَايٍ.
مِنْهُ الآنَ أَنْتَ تَشْرَبُ
وَتُضِيفُ إلَيْهِ السُّكَّر
وَتَرْتَشِفُ الحُلْوَ، وَأَيْضًا المُرّ.


تَكْتُبُ لِي بِقَلِيلٍ مِنَ الخِفْيَة،
وَأنا أَبْعَثُ إلَيْكَ بَعْضَ صُوَرٍ لآبائِي المَوْتَى،
المَدْفُونِينَ، فِي أَرْضِ النِّزاعِ، الّتِي اسْمُها إسْرائيل،
الَّتِي اسْمُها كَنْعان،
الَّتِي اسْمُها الأرْضُ المَوْعُودَةُ،
الَّتِي اسْمُها فِلسْطين،
الَّتِي يُلْتَهَمُ اسْمُها بِوَجْبَةِ غَداءِ البَنَادِق.

مَعًا، ها أَنا أُنْعِمُ وَإيّاكَ النَّظَر
بِالجُثَّةِ المَيّتَة، لِما كانَ وَانْدَثَر
وَلَسْتُ قَرِيبًا
لِكَيْ أتَمَكَّنَ مِنْ مُصافَحَتِكَ،
لأشْعُرَ بِدِفْء اليَدِ،
إذْ بِهَا أيضًا يَسْرِي دَمُ أشْواقِنَا
كَمِثْلِ إرْمياء النَّبِي،
مُكبَّلًا بِقُيُودِ الزَّمَن،
وَأَكْتُبُ شِعْرًا عَنْ أَنْهارِ الحُزْنِ
الَّذِي يَتَراءَى بَيْنَنا،

وَعَنْ بَعْضِ الفَرَحِ.
*
ترجمة من العبرية: سلمان مصالحة
ــــــ

For Hebrew, press here


יוסף עוזר || לאיש הסמוי מבגדד
ערבית: סלמאן מצאלחה
قضايا
  • كل يغنّي على ويلاه

    إنّ القطيعة التي فرضها الإسلام على العرب مع جذورهم الجاهلية قد سجنتهم في بوتقة الواحدية الأيديولوجية التي لا يمكن أن تكون إلاّ كابتة ومستبدّة، أي فاشية في نهاية المطاف. كذا هي طبيعة الأيديولوجيّات الواحدية، أكانت هذه الأيديولوجيات دينية أو سياسية، لا فرق.
  • شعب واحد أم تشعّبات؟

    قد يظنّ البعض أنّ إطلاق الشّعارات يكفي وحده إلى تكوين مجموعة سكّانيّة هوموجينيّة متراصّة لها مقوّمات الشّعب كما يجب أن يفهم هذا المصطلح على حقيقته.

    تتمة الكلام
 
قراء وتعليقات
  • تعليقات أخيرة

  • جهة الفيسبوك

    قراء من العالم هنا الآن

  • عدد قراء بحسب البلد

    Free counters!