اقتفاء أثر الفند الزّماني


نشرت الصحف مؤخّرًا خبرًا عن فصل مدرسة عربيّة بسبب تدريسها لمادّة علميّة تتعلّق بنظرية النشوء والارتقاء الداروينية. وذلك، حسبما ذُكر في الخبر، لأنّ المادّة تتنافى مع المعتقدات الدينية. ولم أجد من سبيل سوى العودة إلى أصولنا الشعرية مقتفيًا أثر أحد هؤلاء الذين شببنا وترعرعنا على كلماتهم.
والعقل وليّ التوفيق!

الجاحظ || وقالت العرب

مختارات تراثية:

الجاحظ || وقالت العرب



”زعمَ بعضُ المُحَصّلين من الأَوَائِل أَن المَوْجُود من كل شَيْء رخيصٌ بوجدانه، غالٍ بفقدانه، إِذا مسّت الحَاجةُ إِلَيْهِ.


وَقَالَت الرّومُ: إِذا لم يُرْزق أحدُكُم فِي أَرض فليتحوّل إِلَى غَيرهَا.

وَقَالَت الهِنْدُ: مَا من شَيْء كَثُر أَلا رخصَ مَا خلا العَقْل فَإِنَّهُ كُلّما كَثُر غلا.

وَقَالَت العَجمُ: إِذا لم تربحوا فِي تِجَارَة فاعتزلوا عَنْهَا إِلَى غَيرهَا، وَإِذا لم يُرْزق أحدُكُم بِأَرْض فليستبدل بهَا.

وَقَالَت الفُرسُ: الرابحُ فِي كُل سوق هُوَ البَائِع لما ينْفق فِيهَا.

وَقَالَت الْعَرَبُ: إِذا رَأَيْتُم الرّجُلَ قد أَقبلتْ عَلَيْهِ الدُّنْيَا فالْصَقُوا بِهِ فَإِنَّهُ أجلبُ للرّزق.

وَقيل لبَعض المياسير: بِمَ كَثُر مَالُك؟ قَالَ: مَا بِعْتُ بنَسيئةٍ قَطّ، وَلَا رددتُ ربحًا وَإِنْ قلّ، وَمَا وصلَ إِلَيّ دِرْهَمٌ إِلَّا صرفتُه فِي غَيرهَا.“

نقلاً عن: الجاحظ، كتاب التبصرة
***

تنويه:
لاحظوا ما تفتّقت عنه قريحة العرب. لذا، فنحنُ نقول بقول الهند.

والعقل وليّ التوفيق!

كجمر في الثرى

سلمان مصالحة || كجمر في الثرى

هَبَطَتْ عَلَيَّ، كَنَظْرَةٍ مِنْ
عَابِسِ، بُرَهٌ تُشَرِّدُنِي،
تُثِيرُ وَسَاوِسِي.

حلم يقظة

سلمان مصالحة || حلم يقظة

سَهْوًا سَقَطْتُ مِنْ خَريفٍ شاهِقٍ.
جَسَدي تَناثرَ مِنْ سحابٍ عابِرٍ،
كَما يَتَناثَرُ النَّرْدُ في مَقْهًى شَرْقِيٍّ
مُكتظٍّ بزَبائن المَطَر. جاؤُوا لَيْلاً
عَلَى غَيْرِ مَوْعدٍ مَع الزّائرِ الجَديدِ.

ابن خلدون || عن البابا والبطرك والكوهن

مختارات تراثيّة

ابن خلدون || عن البابا والبطرك والكوهن

الفصل الثالث والثلاثون: 


في شرح اسم البابا والبطرك في الملة النصرانية واسم الكوهن عند اليهود:

إعلم أن الملة لا بد لها من قائم عند غيبة النبي يحملهم على أحكامها وشرائعها ويكون كالخليفة فيهم للنبي فيما جاء به من التكاليف والنوع الإنساني أيضا بما تقدم من ضرورة السياسة فيهم للاجتماع البشري لا بد لهم من شخص يحملهم على مصالحهم ويزعهم عن مفاسدهم بالقهر، وهو المسمى بالملك.

في الغرب الأوسط


سلمان مصالحة || في الغرب الأوسط


حِينَ قادَتْني رِجْلايَ، أَو عَلَى
الأَصَحّ طائرةٌ مَيْمُونَةٌ، إلَى
الغَرْبِ الأوْسَط، كانَ الطَّقْسُ
حارًّا هُنَاكَ. والنُّفُوسُ هُنَا
كانَتْ بارِدَة.

مزامير || 2


مزامير || 2

(1) لِماذَا ضَجَّتِ الشُّعُوبُ، والأُمَمُ تَلْهَجُ هَبَاءً. (2) تَقِفُ مُلُوكُ الأَرْضِ، وَالسَّلاطِينُ قَدِ الْتَأَمُوا كَتِفًا مَعًا: ضِدَّ الكَيُّونِ، وَضِدَّ مَسِيحِهِ. (3) لِنَقْطَعْ حِبَالَهُمَا، وَلْنَطْرَحْ عَنَّا عُرَاهُمَا. (4) سَاكِنُ السَّمَاواتِ يَضْحَكُ، مَوْلايَ يَهْزَأُ بِهِمْ. (5) إذَّاكَ يَتَكَلَّمُ إلَيْهِمْ بِغَضَبِهِ، وَبِغَيْظِهِ يُرْهِبُهُمْ. (6) وَأَنَا، مَسَحْتُ مَلِكِي. عَلَى صَهْيُونَ، جَبَلِ قُدْسِي. (7) سَأَحْكِي عَيْنَ الحَقِّ - الكَيُّونُ قَالَ لِي: ابْنِي أَنْتَ، أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ. (8) سَلْنِي - وَسَأُعْطِكَ شُعُوبًا، مِيرَاثًا لَكَ، أُمَلِّكَّ أَقاصِيَ الأَرْضِ. (9) تَكْسِرُهُمْ بِعَصًا مِنْ حَدِيدٍ، كَأَوَانِي الفَخَّارِ تُحَطِّمُهُمْ. (10) وَالآنَ، تَعَقَّلُوا أَيُّهَا المُلُوكُ؛ تَدَبَّرُوا يَا قُضَاةَ الأَرْضِ. (11) اعْبُدُوا الكَيُّونَ بِتَقْوَى، وَافْرَحُوا بِرَجْفَةٍ. (12) قَبِّلُوا الابْنَ لِكَيْلا يَسْتَشِيطَ فَتَضِلُّوا فِي الطَّرِيقِ. فَقَدْ كَادَ يَتَّقِدُ غَيْظُهُ. سَعْدًا لِكُلِّ الَّذِينَ عَلَيْهِ تَوَكَّلُوا تَوْكِيلاً.

ترجمة من الأصل العبري: سلمان مصالحة

مزامير || 1

 مزامير || 1



(1) سَعْدًا لِلرَّجُلِ الَّذِي ما مَشَى عَلَى هَدْيِ الأَشْرارِ؛ وفِي طَرِيقِ الخُطَاةِ مَا وَقَفَ، وَفِي مَجْلِسِ الهَازِئِينَ مَا جَلَسَ. (2) إنَّمَا بعَهْدِ الكَيُّونِ رَغْبَتُهُ، وبِعَهْدِهِ يَلْهَجُ لَيْلَ نَهَارَ. (3) فَكَانَ - كَشَجَرَةٍ مَغْرُوسَةٍ لَدَى رَوَافِدِ المِيَاهِ: تُعْطِي ثَمَرَهَا فِي أَوَانِهِ، وَوَرَقَتُهَا لا تَذْبُلُ، وَكُلَّ مَا يَصْنَعُ، مَآلُهُ الفَلاحُ. (4) لَيْسَ كَذَا الشِّرِّيرُونَ، إنّمَا كَالتِّبْنِ الَّذِي تَذْرُوهُ الرِّياحُ. (5) لِذَا، لَنْ يَقُومَ الشِّرِّيرُونَ فِي يَوْمِ الدِّينِ، والخُطاةُ - فِي جَمْهَرَةِ الصِّدِّيقِينَ. (6) إذْ يَعْلَمُ الكَيُّونُ طَرِيقَ الصِّدِّيقِينَ، وَطَرِيقُ الأَشْرارِ إلَى انْدِثَارٍ.

*

ترجمة جديدة من الأصل العبري: سلمان مصالحة



***
ملاحظة: لقد رأيتُ أن أشتقّ مصطلحًا جديدًا للاسم الأعظم "يهوه" التوراتي، وذلك لأنّ الترجمات العربية الموجودة قد وضعت اسمًا لا يفي بالمعنى الدقيق والشامل للاسم العبري "يهوه" الخاصّ بالإله التوراتي. وهكذا رأيتُ أن أشتقّ اسمًا بالعربية من فعل الكينونة ماضيًا وحاضرًا ومستقبلاً، ليكون منذ الآن اسمًا أعظم للإله التوراتي باللغة العربية. والاسم الأعظم العربيّ الجديد هو: الكَيُّون.

----


الأصل العبري:



תהילים || א


(1) אַשְׁרֵי הָאִישׁ - אֲשֶׁר לֹא הָלַךְ, בַּעֲצַת רְשָׁעִים; וּבְדֶרֶךְ חַטָּאִים, לֹא עָמָד, וּבְמוֹשַׁב לֵצִים, לֹא יָשָׁב. (2) כִּי אִם בְּתוֹרַת יְהוָה, חֶפְצוֹ; וּבְתוֹרָתוֹ יֶהְגֶּה, יוֹמָם וָלָיְלָה. (3) וְהָיָה - כְּעֵץ, שָׁתוּל עַל-פַּלְגֵי-מָיִם: אֲשֶׁר פִּרְיוֹ, יִתֵּן בְּעִתּוֹ--וְעָלֵהוּ לֹא-יִבּוֹל; וְכֹל אֲשֶׁר-יַעֲשֶׂה יַצְלִיחַ. (4) לֹא-כֵן הָרְשָׁעִים: כִּי אִם-כַּמֹּץ, אֲשֶׁר-תִּדְּפֶנּוּ רוּחַ. (5) עַל-כֵּן, לֹא-יָקֻמוּ רְשָׁעִים - בַּמִּשְׁפָּט; וְחַטָּאִים, בַּעֲדַת צַדִּיקִים. (6) כִּי-יוֹדֵעַ יְהוָה, דֶּרֶךְ צַדִּיקִים; וְדֶרֶךְ רְשָׁעִים תֹּאבֵד.


*

آچي مشعول || في هذه الأثناء


آچي مشعول || 

في هذه الأثناء


الأيَّامُ تُشْبِهُ بَعْضَهَا بَعْضًا
مَخَالِبُ القِطِّ المَسْنُونَةُ
تَرْتَاحُ فِي أَعْمَاقِ الكَفَّيْنِ
فِي السَّاحَةِ تَتَلَهَّى الكِلابُ
بِجُمْجُمَةِ أَرْنَب
وَظِلِّي يَتَطَاوَلُ جِدًّا
فِي اللّيْلِ تَخْرُجُ الكَوَاكِبُ مِنْ وِجَارِهَا
أُصِيخُ أنَا السَّمْعَ لِلنُّبَاحِ وَلكِنْ
لَيْسَ لَدَيَّ جَوَابٌ
الرَّبِيعُ لا زَالَ يَتَزَيَّنُ
تَحْتَ التُّرابِ.
ترجمة من العبرية: سلمان مصالحة
*




قضايا
  • كل يغنّي على ويلاه

    إنّ القطيعة التي فرضها الإسلام على العرب مع جذورهم الجاهلية قد سجنتهم في بوتقة الواحدية الأيديولوجية التي لا يمكن أن تكون إلاّ كابتة ومستبدّة، أي فاشية في نهاية المطاف. كذا هي طبيعة الأيديولوجيّات الواحدية، أكانت هذه الأيديولوجيات دينية أو سياسية، لا فرق.
  • شعب واحد أم تشعّبات؟

    قد يظنّ البعض أنّ إطلاق الشّعارات يكفي وحده إلى تكوين مجموعة سكّانيّة هوموجينيّة متراصّة لها مقوّمات الشّعب كما يجب أن يفهم هذا المصطلح على حقيقته.

    تتمة الكلام
 
قراء وتعليقات
  • تعليقات أخيرة

  • جهة الفيسبوك

    قراء من العالم هنا الآن

  • عدد قراء بحسب البلد

    Free counters!