اللغة العربية بوصفها لغة صحراوية قد استعارت الحرّ لوصف الشدائد. لذلك فقد أغدقت على جهنّم اسمًا آخر هو ”النّار“. كما قال الشاعر أيضًا في من يحاول الخروج من مأزق فيقع في مأزق أكبر منه ”كالمستجبر من الرّمضاء بالنّار“...، كما ألبست اللغة العربية الحرّ أيضًا على لوعة المحبّين فقال شاعرهم: وا حرّ قلباه، إلخ.
إنّ القطيعة التي فرضها الإسلام على العرب مع جذورهم الجاهلية قد سجنتهم في بوتقة الواحدية الأيديولوجية التي لا يمكن أن تكون إلاّ كابتة ومستبدّة، أي فاشية في نهاية المطاف. كذا هي طبيعة الأيديولوجيّات الواحدية، أكانت هذه الأيديولوجيات دينية أو سياسية، لا فرق.
هل الكلام عن الوطن، مديحًا كانَ أو هجاءً، هو "مهنة مثل باقي المهن"، كما صرّح محمود درويش في "حالة حصار"؟ وماذا يعني مصطلح الوطن هذا الّذي تكثر الإشارة إليه في الكتابات الفلسطينيّة؟