هنالك ”مثقّفون” مسلمون يردّدون طوال أجيال أنّ كلّ الحقائق وكلّ المعارف موجودة في القرآن. إنّ من يتمسّك بمثل هذه المفاهيم، كالحمار، فذلك ضمان على بقائه في الخلف إلى الأبد.
لماذا الإعلام العربي على جميع أنواعه، من فضائيات وصحافة ومواقع إنترنت، مُغرم إلى هذا الحدّ بنشر الصّور المُذهلة لأصناف القتل؟ لماذا يعشق العرب نشر كلّ هذا الكمّ الهائل من صور الموت للشيوخ والأطفال، للنساء والرجال؟
إنّ القطيعة التي فرضها الإسلام على العرب مع جذورهم الجاهلية قد سجنتهم في بوتقة الواحدية الأيديولوجية التي لا يمكن أن تكون إلاّ كابتة ومستبدّة، أي فاشية في نهاية المطاف. كذا هي طبيعة الأيديولوجيّات الواحدية، أكانت هذه الأيديولوجيات دينية أو سياسية، لا فرق.
هل الكلام عن الوطن، مديحًا كانَ أو هجاءً، هو "مهنة مثل باقي المهن"، كما صرّح محمود درويش في "حالة حصار"؟ وماذا يعني مصطلح الوطن هذا الّذي تكثر الإشارة إليه في الكتابات الفلسطينيّة؟