يوسف عوزير || للرجل الخفيّ من بغداد

 شعر عبري


يوسف عوزير || 

للرجل الخفيّ من بغداد


أَنْتَ فِي بَغْدادَ الَّتِي مَشَى إلَيْهَا
آبائِي وَأَجْدادِي.
هُناكَ زَرَعُوا وَوَلَدُوا،
نَهَلُوا ماءَ الفُراتِ وَدِجْلَة،
أَرْضَعُوا طِفْلاً،
رَأَوْا إمْبراطوريّات تَعْلُو لِلسَّماء،
وَتَسْقُطُ فِي الهاوِيَة.

مِنْ النَّهْرِ ذاتِه، أَعَدَّ أَبِي كَأْسَ شَايٍ.
مِنْهُ الآنَ أَنْتَ تَشْرَبُ
وَتُضِيفُ إلَيْهِ السُّكَّر
وَتَرْتَشِفُ الحُلْوَ، وَأَيْضًا المُرّ.


تَكْتُبُ لِي بِقَلِيلٍ مِنَ الخِفْيَة،
وَأنا أَبْعَثُ إلَيْكَ بَعْضَ صُوَرٍ لآبائِي المَوْتَى،
المَدْفُونِينَ، فِي أَرْضِ النِّزاعِ، الّتِي اسْمُها إسْرائيل،
الَّتِي اسْمُها كَنْعان،
الَّتِي اسْمُها الأرْضُ المَوْعُودَةُ،
الَّتِي اسْمُها فِلسْطين،
الَّتِي يُلْتَهَمُ اسْمُها بِوَجْبَةِ غَداءِ البَنَادِق.

مَعًا، ها أَنا أُنْعِمُ وَإيّاكَ النَّظَر
بِالجُثَّةِ المَيّتَة، لِما كانَ وَانْدَثَر
وَلَسْتُ قَرِيبًا
لِكَيْ أتَمَكَّنَ مِنْ مُصافَحَتِكَ،
لأشْعُرَ بِدِفْء اليَدِ،
إذْ بِهَا أيضًا يَسْرِي دَمُ أشْواقِنَا
كَمِثْلِ إرْمياء النَّبِي،
مُكبَّلًا بِقُيُودِ الزَّمَن،
وَأَكْتُبُ شِعْرًا عَنْ أَنْهارِ الحُزْنِ
الَّذِي يَتَراءَى بَيْنَنا،

وَعَنْ بَعْضِ الفَرَحِ.
*
ترجمة من العبرية: سلمان مصالحة
ــــــ

For Hebrew, press here


יוסף עוזר || לאיש הסמוי מבגדד
ערבית: סלמאן מצאלחה
مشاركات



تعليقات فيسبوك:


تعليقات الموقع: يمكن إضافة تعليق هنا. لا رقابة على التعليقات مهما كانت مخالفة للرأي المطروح، بشرط واحد هو كون التعليقات وصيلة بالموضوع.

0 تعليقات:

إرسال تعليق

قضايا
  • كل يغنّي على ويلاه

    إنّ القطيعة التي فرضها الإسلام على العرب مع جذورهم الجاهلية قد سجنتهم في بوتقة الواحدية الأيديولوجية التي لا يمكن أن تكون إلاّ كابتة ومستبدّة، أي فاشية في نهاية المطاف. كذا هي طبيعة الأيديولوجيّات الواحدية، أكانت هذه الأيديولوجيات دينية أو سياسية، لا فرق.
  • شعب واحد أم تشعّبات؟

    قد يظنّ البعض أنّ إطلاق الشّعارات يكفي وحده إلى تكوين مجموعة سكّانيّة هوموجينيّة متراصّة لها مقوّمات الشّعب كما يجب أن يفهم هذا المصطلح على حقيقته.

    تتمة الكلام
 
قراء وتعليقات
  • تعليقات أخيرة

  • جهة الفيسبوك

    قراء من العالم هنا الآن

  • عدد قراء بحسب البلد

    Free counters!