القزويني || الزرافة


مختارات تراثية


القزويني || الزرافة



"فأمّا الزرافة فإنها تتولّد عندهم من الناقة الحبشية والضّبعان وبقر الوحش، يقال لها بالفارسية اشتركاوبلنك. رأسها كرأس الإبل، وقرنها كقرن البقر، وأسنانها كأسنانه، وجلدها كجلد النمر، وقوائمها كقوائم البعير، وأظلافها كأظلاف البقر، وذنبها كذنب الظباء، ورقبتها طويلة جداً، ويداها طويلتان ورجلاها قصيرتان.

وحكى طيماث الحكيم أنّه بجانب الجنوب، قربَ خطّ الاستواء، في الصيف، تجتمع حيوانات مختلفة الأنواع على مصانع الماء من شدة العطش والحر، فيسفد نوعٌ غيرَ نوعِه فتولد حيوانات غريبة مثل الزرافة. فإنها من الناقة الحبشية والبقرة الوحشية والضبعان، وذلك أن الضبعان يسفدُ الناقة الحبشية فتأتي بولد عجيب من الضبعان والناقة، فإن كان ذلك الولد ذكراً ويسفدُ البقرة الوحشية أتت بالزرافة."

(نقلاً عن: القزويني، آثار البلاد وأخبار العباد)
***


أمّا ابن قتيبة فيذكر في الزرافة:


"والزرافة بين الناقة من نوق الوحوش وبين البقرة الوحشية وبين الضبعان، واسمها اشتركاوبلنك أي بين الجمل والكركند؛ وذلك أن الضبعان ببلاد الحبشة يسفد الناقة، فتجيء بولد خلقه بين الناقة والضبع، فإن كان ولد الناقة ذكرًا عرض للمهاة فألقحها زرافة.
وسميت زرافة لأنها جماعة وهي واحدة. كأنّهم جمل وبقرة وضبع.
والزرافة في كلام العرب الجماعة."


(ابن قتيبة: عيون الأخبار)
*
مشاركات



تعليقات فيسبوك:


تعليقات الموقع: يمكن إضافة تعليق هنا. لا رقابة على التعليقات مهما كانت مخالفة للرأي المطروح، بشرط واحد هو كون التعليقات وصيلة بالموضوع.

0 تعليقات:

إرسال تعليق

قضايا
  • كل يغنّي على ويلاه

    إنّ القطيعة التي فرضها الإسلام على العرب مع جذورهم الجاهلية قد سجنتهم في بوتقة الواحدية الأيديولوجية التي لا يمكن أن تكون إلاّ كابتة ومستبدّة، أي فاشية في نهاية المطاف. كذا هي طبيعة الأيديولوجيّات الواحدية، أكانت هذه الأيديولوجيات دينية أو سياسية، لا فرق.
  • شعب واحد أم تشعّبات؟

    قد يظنّ البعض أنّ إطلاق الشّعارات يكفي وحده إلى تكوين مجموعة سكّانيّة هوموجينيّة متراصّة لها مقوّمات الشّعب كما يجب أن يفهم هذا المصطلح على حقيقته.

    تتمة الكلام
 
قراء وتعليقات
  • تعليقات أخيرة

  • جهة الفيسبوك

    قراء من العالم هنا الآن

  • عدد قراء بحسب البلد

    Free counters!