كمال اليازجي || ثلاثة أسئلة إلى الانتحاريين

 أما بالنسبة للحوريات، او حتى بالنسبة للآخرة، فهذا موضوع شائك، ولا أضمن لكم شيئًا.

كمال اليازجي || ثلاثة أسئلة إلى الانتحاريين

1- صحيح أن الحياة في الجنة - أو في أي مكان في العالم - اكثر متعةً من الحياة في بلاد العرب، لكن لمَ الإستعجال؟ ألا ترغبون في تمديد إقامتكم في هذه الدنيا الفانية لبعض الوقت، من باب الفضول على الأقل، لمعرفة ما يُمكن أن يحدث في المستقبل القريب؟ 

العالم العربي في غليان. التاريخ يُصنع كل يوم، تحت أعيننا. ألا ترغبون في معرفة تتمة الحكاية؟ إن انعدام الفضول عندكم أمر مذهل.

2- ألا تعتقدون أنه، من وجهة نظر عسكرية بحتة، انتحاركم من اجل تنفيذ عملية واحدة - قد تنجح او لا تنجح - هو نوع من الهدر، وأنه يُمكن الإستفادة منكم في مواجهات عسكرية كلاسيكية لا تقضي بالانتحار لإلحاق المزيد من الأذى بأعدائكم، بدلًا من استعمالكم لمرة واحدة وإلقائكم الى التهلكة كما يُلقى بالواقي الذكَري بعد الإستخدام؟

3- أفهم دوافعكم الحقيقية. حياتكم حتى الآن لم تكن ناجحة بنظركم، وإلا لما كنتم على استعداد لإهدارها. تعتقدون أن الشهادة هي الطريقة الوحيدة التي تُعطي معنًى لحياتكم التافهة، فتحصلون على المجد والتقدير بين عشية وضحاها، من دون موهبة او كفاءة. ألا تُدركون أن الشهرة التي تسعون اليها ما هي إلا لحظة عابرة، وأنه في غضون ايام قليلة لن يتذكر أحد إسمكم، ولا حتى الشرطي المكلّف بالتحقيق؟

لا أكترث كثيرًا لحياتكم، لأنني لا اعرفكم. ولا أتوقع أن تقرأوا وتتعظوا. حتى أنني اتساءل لماذا أتوجه اليكم. لعله انحراف مهني. اندفاع تربوي في غير محله. أردت فقط أن أقول: فكروا بالنتائج العملية. انها عادة ما تكون ضئيلة جداً، ولا تستحق أن تبذلوا من اجلها اغلى ما تملكون. سوف تتناثرون اشلاءً. ولن يذكركم أحد إلا بالسوء. سوف تعودون الى العدم قبل أن يُتاح لكم أن تختبروا ما في هذه الحياة.

أما بالنسبة للحوريات، او حتى بالنسبة للآخرة، فهذا موضوع شائك، ولا أضمن لكم شيئًا.

بيروت
---
نقلًا عن: شفاف الشرق الأوسط
مشاركات



تعليقات فيسبوك:


تعليقات الموقع: يمكن إضافة تعليق هنا. لا رقابة على التعليقات مهما كانت مخالفة للرأي المطروح، بشرط واحد هو كون التعليقات وصيلة بالموضوع.

0 تعليقات:

إرسال تعليق

قضايا
  • كل يغنّي على ويلاه

    إنّ القطيعة التي فرضها الإسلام على العرب مع جذورهم الجاهلية قد سجنتهم في بوتقة الواحدية الأيديولوجية التي لا يمكن أن تكون إلاّ كابتة ومستبدّة، أي فاشية في نهاية المطاف. كذا هي طبيعة الأيديولوجيّات الواحدية، أكانت هذه الأيديولوجيات دينية أو سياسية، لا فرق.
  • شعب واحد أم تشعّبات؟

    قد يظنّ البعض أنّ إطلاق الشّعارات يكفي وحده إلى تكوين مجموعة سكّانيّة هوموجينيّة متراصّة لها مقوّمات الشّعب كما يجب أن يفهم هذا المصطلح على حقيقته.

    تتمة الكلام
 
قراء وتعليقات
  • تعليقات أخيرة

  • جهة الفيسبوك

    قراء من العالم هنا الآن

  • عدد قراء بحسب البلد

    Free counters!