اقتفاء أثر الفند الزّماني


نشرت الصحف مؤخّرًا خبرًا عن فصل مدرسة عربيّة بسبب تدريسها لمادّة علميّة تتعلّق بنظرية النشوء والارتقاء الداروينية. وذلك، حسبما ذُكر في الخبر، لأنّ المادّة تتنافى مع المعتقدات الدينية. ولم أجد من سبيل سوى العودة إلى أصولنا الشعرية مقتفيًا أثر أحد هؤلاء الذين شببنا وترعرعنا على كلماتهم.
والعقل وليّ التوفيق!

سلمان مصالحة ||

اقتفاء أثر الفند الزّماني

صَفَحْنا عَنْ بِنِي جَهْلٍ،
وَقُلْنا، القَوْمُ عُرْبانُ.
عَسَى الأيّامَ
أَنْ يَرْجِعْنَ قِرْدًا،
كَالّذِي دَانُوا.

فَلَمْ يَبْقَ، سِوَى
التّأْمالِ، إذْ يَحْدُوكَ
إنْسَانُ.

فَبَعْضُ الحِلْمِ،
عِنْدَ العُرْبِ، إذْعانٌ
وَإيذَانُ


بِأَنَّ العَقْلَ قَدْ أَفْنَاهُ
فِي الصَّحْرَاءِ زِنْزَانُ.

هُمُو للشَّرِّ أَصْحَابٌ،
وَلِلَأَشْرَارِ إخْوانُ.
فَمَا نَامَتْ لَهُمْ
عَيْنٌ، إذَا لَمْ يُعْطَ
قُرْبَانُ


مِنَ الأَطْفالِ، إذْ نَامُوا،
مِنَ المَرْضَى، لَهُمْ آنُ.

كَأَنَّ الدَّهْرَ لَمْ يَمْضِ،
كَأَنْ لَمْ تَمْضِ أَزْمَانُ.


كَذَا كَانُوا
مُذِ انْدَاحَتْ لَهُمْ فِي
الشَّرْقِ كُثْبَانُ.

سَئِمْنَا العَيْشَ مَعْ
قَوْمٍ، إذَا لَمْ تُبْنَ
أَوْطَانُ.

فَإنْ لَمْ يَرْتَقُوا يَوْمًا،
فَلا كَانَتْ،
ولا كَانُوا!
*


نشرت أيضًا في: "شفاف الشرق الأوسط"

مشاركات



تعليقات فيسبوك:


تعليقات الموقع: يمكن إضافة تعليق هنا. لا رقابة على التعليقات مهما كانت مخالفة للرأي المطروح، بشرط واحد هو كون التعليقات وصيلة بالموضوع.

0 تعليقات:

إرسال تعليق

قضايا
  • كل يغنّي على ويلاه

    إنّ القطيعة التي فرضها الإسلام على العرب مع جذورهم الجاهلية قد سجنتهم في بوتقة الواحدية الأيديولوجية التي لا يمكن أن تكون إلاّ كابتة ومستبدّة، أي فاشية في نهاية المطاف. كذا هي طبيعة الأيديولوجيّات الواحدية، أكانت هذه الأيديولوجيات دينية أو سياسية، لا فرق.
  • شعب واحد أم تشعّبات؟

    قد يظنّ البعض أنّ إطلاق الشّعارات يكفي وحده إلى تكوين مجموعة سكّانيّة هوموجينيّة متراصّة لها مقوّمات الشّعب كما يجب أن يفهم هذا المصطلح على حقيقته.

    تتمة الكلام
 
قراء وتعليقات
  • تعليقات أخيرة

  • جهة الفيسبوك

    قراء من العالم هنا الآن

  • عدد قراء بحسب البلد

    Free counters!