ندى مبهم

سلمان مصالحة || ندى مبهم

هذا الصَّباحُ لِمَرْأَةٍ تَتَبَسَّمُ.
فِي حُلْمِهَا سَبَحَتْ،
فَكِدْتُ أُتَيَّمُ

أوهام


سلمان مصالحة || 

أوهام


لَمْ أُقَرّرْ بَعْدُ، هذا الصَّباحَ،
هَلِ الرِّيحُ الَّتِي هَبَّتْ
مِنَ الشَّرْقِ، بَارِدَةٌ هِيَ أَمْ
حارَّة؟

أحلام يقظة

سلمان مصالحة || أحلام يقظة

الحياةُ أَنفاسٌ تَتَعالَى
من أَحْلامِ اليَقْظة. الزّمَنُ
فُسحةٌ لانتقالِ نَحْلَة حائرة،
من زهرةٍ إلى أُخرى.

سؤال الديمقراطية والعرب


حتّى الأحزاب، التي تتشدّق ليل نهار بالشعارات العابرة للقبائل والطوائف، هي في حقيقة الأمر أحزاب طائفيّة وقبليّة.

سلمان مصالحة || 

سؤال الديمقراطية والعرب



في المجتمعات التي لم تخرج بعد من الطور القبلي الّذي تتجذّر عصبيّاته في ذهنيّتها، هل تنفع معها الديمقراطية؟ إنّه سؤال لا مناص من طرحه ولا مناص من محاولة الإجابة عليه بصدق. إذ لا تكفي الشعارات التي تُسمع هنا وهناك عن نشود الديمقراطية، وما إلى ذلك من كلام معسول. فالديمقراطية ليست شعارًا شكليًّا. إنّها ذهنيّة وإيمان في آن معًا.

لا حاجة إلى التنظير، فبوسع الفرد العربي في مشارق العرب ومغاربها أن ينظر حوله، كلّ في موقعه الذي يسكن فيه، في البلد، في الإقليم، في المدينة والقرية، وأن يخرج من مشاهداته هذه برأي قويم في هذه المسألة. هل النّاس من حوله يضعون الوطن والشعب في سلّم الأولويّات أم إنّ ولاءَهم الأقوى والأمتن للطائفة والقبيلة؟ هل للفرد في بيئتهم مكانة، أم إنّه مجرّد برغي صغير في ماكينة القبيلة والطائفة؟

حتّى الأحزاب، التي تتشدّق ليل نهار بالشعارات العابرة للقبائل والطوائف، هي في حقيقة الأمر أحزاب طائفيّة وقبليّة. حينما ينظر الفرد ذو البصر والبصيرة في هذا المشرق إلى جوهرتركيبة هذه الأحزاب فما من شكّ في أنّه سيصل إلى قناعة مفادها أنّ هذه الأحزاب، على اختلاف مشاربها، ليست تختلف في تركيبتها عن تلك التركيبة الطائفية والقبلية التي تنهل من ذات الذهنية التي لم تتخطَّ بعد الطور البرّيّ الصحراوي.

وهكذا، بوسع كلّ فرد في هذا العالم العربي المترامي الأطراف أن يبدأ السير في طريق الديمقراطية من عالمه الصغير، من القرية، البلدة، المدينة، والإقليم. فإذا لم يكن باستطاعته أن يتقدّم خطوة إلى الأمام في هذا الحيّز الضيّق، فلن يكون لشعاراته الرنّانة الطنّانة التي تتحدّث عن العرب والعروبة أيّ معنى. وإذا لم يكن باستطاعته الخروج من الشرنقة الطائفية والقبليّة في حيّزه الضيّق، فكم بالحري في الحديث عن هذا الفضاء العربي الواسع؟

وإذا ولجنا عميقًا في سبر أغوار هذه الظاهرة الاجتماعيّة فلا شكّ أنّنا سنجد ما هو أدهى وأمرّ. فليست الذهنيّة القبليّة لوحدها هي المتحكّمة في هذا الكيان المجتمعي الغريب العجيب، بل وفوق ذلك إنّها ذهنيّة قبليّة ذكورية برّيّة تُحيّد نصف المجتمع - أي المرأة - عن لعب أيّ دور في حياة هذا المجتمع. وهكذا لا تبرح المجتمعات العربيّة مكانها، لأنّها تقف على رجل واحدة، هي رِجل الذكر، أمّا الرِجل الأخرى فهي رجل مشلولة. لهذا السبب لا يتقدّم العرب، وإذا أراد العربي أن يتقدّم خطوة للأمام، فهو بحاجة إلى عكّاز. وحتّى هذا العكّاز ليس من عنده، بل هو مصنوع في ”بلاد الكفّار“، كما يزعق ليل نهار.

إذن، والحال هذه، فقبل الحديث عن الديمقراطية يجب البدء ببناء مجتمع سليم. ولا يمكن بناء المجتمع إلاّ عندما تأخذ المرأة العربيّة دورها في قيادة هذه المسيرة. لقد فشل الرّجل العربي في مهمّته طوال قرون طويلة.

لهذا السبب، فقد آن الأوان لتبديل السائق. وبدل أن يقود الرّجل العربي هذه المركبة، يجب عليه أن يتنحّى، وأن يُسلّم دفّة القيادة للمرأة العربية. لقد كنت أطلقت أكثر من مرّة في الماضي دعوات مثل هذه. إذ إنّ الرّجل العربي هو المشكلة، وأمّا الحلّ فهو كامن في المرأة العربيّة. ولا حلّ آخر لنكبات العرب سوى هذا الحلّ.

والعقل ولي التوفيق!

*

لامعة البدويّة || وإنّي وإن كنت البعير

مختارات تراثية:


لامعة البدويّة || 

وإنّي وإن كنت البعير


وَإنِّي وَإنْ كُنْتُ البَعِيرَ بِعُرْفِكُمْ
لَحَامِلَةٌ بِاللَّيْلِ حُزْنَ البَهَائِمِ.

يَحِنُّ إذَا هَبَّتْ مَعَ الصُّبْحِ نَسْمَةٌ
إلَى وَطَنِ السُّمَّارِ لَيْسَ بِنائِمِ

وَلَوْ أَنَّنِي خُيِّرْتُ أَنْ أَقْبَلَ الكَرَى،
عَلَى ظُلْمِكُمْ فِي غَدْوَتِي وَمَقَادِمِي.

لَمَا أُغْمِضَتْ عَينٌ لَدَيَّ، وَلا سَهَتْ،
وَظَلَّ فُؤَادِي يَسْتَفِزُّ لَوَائِمِي.

فَلَنْ يَقْبَلَ الحُرُّ الكَريمُ إِهَانَةً.
فَكُونُوا عَلَى عِلْمٍ، بِأَنِّي لِعَالَمِي

أَكُونُ، كَمَا وَطَّنْتُ نَفْسِي، كَطَائِرٍ،
جُبِلْتُ عَلَى التَّحْلِيقِ فَوْقَ الغَمَائِمِ.

أَطِيرُ إلَى نَجْمٍ، وَأَهْوِي إلَى لِوًى،
وَأَطْوِي نَهَارِي قَانِعًا بِنَسَائِمِي.
*




لامعة البدوية هي حصوة بنت صخر الهذلي، من شواعر العرب المقلاّت. اشتهرت بهذه القصيدة، ولها أبيات متفرّقة في المصادر الشعرية القديمة. ولامعة هي كنيتها لبشرتها البيضاء في بيئة صحراوية تشيع فيها السمرة.




الشعر نكد بابه الشرّ

حول الشعر المحلّي: من الأرشيف: (1993)

سلمان مصالحة ||

"الشعر نكد بابه الشرّ"



مساء خريفي


سلمان مصالحة || 

مساء خريفي



الرِّيحُ في الجَسَدْ،
وَاللَّيْلُ فِي الأَبْوابْ.
فِي خافِقِي وَلَدْ
يَغْفُو
كَمَنْ يَرْتاب.

فِي غَفْوِهِ سَفَرْ
بَينَ الدُّجَى وَالرِّيحْ.
وَحَارِسُ المَطَرْ
يَكْبُو
لِيَسْتَرِيحْ.

النَّجْمُ فِي الأُفُقْ،
وَالحَرْفُ فِي الشِّفَاهْ.
القَلْبُ فِي الطُّرُقْ
يَلْهُو
بِمُنْتَهَاهْ.

كَانَتْ لَهُ الدُّنَى
مُذْ صُوِّرَتْ، وَكَانْ
مِنْ جَوْهَرٍ هُنَا،
يَدْنُو
إذَا اسْتَبَانْ.

الرُّوحُ فِي الوَلَدْ،
وَالثَّوْبُ فِي أَبِيهْ.
فِي رِحْلَةِ الأَبَدْ
يَعْدُو،
لَهُ شَبِيهْ.

كَالماءِ فِي الشَّجَرْ،
كَالدَّمْعِ فِي العُيُونْ.
كَالنَّبْضِ فِي الحَجَرْ،
يَخْبُو
فَلا يَهُونْ.

يَا أيُّهَا المَسَا،
رُحْمَاكَ يَا رَفِيقْ !
قَدْ جِئْتَ وَالأَسَى.
فَاغْفُ
لِأَسْتَفِيقْ.
*

قصيدة ليست وطنيّة


سلمان مصالحة || 

قصيدة ليست وطنيّة


ما كُلُّ، مَنْ وَصَلَتْ أَخْبارُهُ
الشُّهُبَا، فِي قَوْلِهِ أَلَقٌ، أوْ ضَاءَ
مَا كَتَبَا.

روبرت فروست || نار وجليد

مختارات من الشعر العالمي:


روبرت فروست || نار وجليد

يقُولُ البعضُ: سَيَنْتَهي العالَمُ في النّار.

عيوب

سلمان مصالحة || عيوب

أبحثُ عن حجر،
كي أُلقيه على المُخطئين.

المارد الجبار



سلمان مصالحة ||

 المارد الجبّار




المَارِدُ الجَبَّار، وَمِثْلَماعَوَّدَنا
طِوالَ عُمْرِهِ المَديد، قَدْ سَار
قضايا
  • كل يغنّي على ويلاه

    إنّ القطيعة التي فرضها الإسلام على العرب مع جذورهم الجاهلية قد سجنتهم في بوتقة الواحدية الأيديولوجية التي لا يمكن أن تكون إلاّ كابتة ومستبدّة، أي فاشية في نهاية المطاف. كذا هي طبيعة الأيديولوجيّات الواحدية، أكانت هذه الأيديولوجيات دينية أو سياسية، لا فرق.
  • شعب واحد أم تشعّبات؟

    قد يظنّ البعض أنّ إطلاق الشّعارات يكفي وحده إلى تكوين مجموعة سكّانيّة هوموجينيّة متراصّة لها مقوّمات الشّعب كما يجب أن يفهم هذا المصطلح على حقيقته.

    تتمة الكلام
 
قراء وتعليقات
  • تعليقات أخيرة

  • جهة الفيسبوك

    قراء من العالم هنا الآن

  • عدد قراء بحسب البلد

    Free counters!