وصايا عشر للعربي المبتدئ

أرشيف: يوليو 2006


سلمان مصالحة || 

وصايا عشر للعربي المبتدئ

أخي أيّها العربي المبتدئ!
لا تصدّق جميع هؤلاء، فحقيقة الأمراض الذّهنيّة المستترة من وراء تصرّفاتهم جديرة بدراسات اجتماعيّة ونفسيّة تقف على مكامن الخلل في سلوكيّاتهم وثقافتهم.

(1)
فقط في ثقافة الثّأر المكابرة الغبيّة، يقوم أبناء هذه الثّقافة بتوزيع الحلوى على خلفيّة عمليّة لا تجلب سوى الموت والدّمار على أهلها لاحقًا.  أنظروا كيف اختفى وبسرعة من الشوارع كلّ موزّعي الحلوى هؤلاء.  وما من صوت يتساءل وبشجاعة حول هذه الظّاهرة المرضيّة في هذه المجتمعات.
أخي أيّها العربيّ المبتدئ، تَفَكّرْ في الأمر قليلاً ولا تصدّق جميع هؤلاء!

(2)
فقط في ثقافة الغباء، تنعم بعض الصحافة العربية ورؤساء تحريرها بالحريات في لندن وغيرها من عواصم الغرب، وفي الوقت ذاته تمجّد بعض هذه الصّحافة ورؤساء تحريرها الإرهاب المتفشّي، والدكتاتوريّات المنهارة في بلاد العربان. وما من صوت يتساءل من يقف وراء هذه الأصوات المزايدة.
أخي أيّها العربيّ المبتدئ، تَفَكّرْ في الأمر قليلاً ولا تصدّق جميع هؤلاء!

(3)
فقط في ثقافة الغباء، يدعو أبناء هذه الثّقافة ليل نهار ويتمنّون الموت للغرب "الكافر" وفي الوقت ذاته يستجدون هذا الغرب "الكافر" أن يقدّم لهم ولأبنائهم العون.  وما من صوت يتساءل ماذا يزرع هؤلاء في أذهان أبنائهم.
أخي أيّها العربيّ المبتدئ، تَفَكّرْ في الأمر قليلاً ولا تصدّق جميع هؤلاء!

(4)
فقط في ثقافة الغباء يسبّ من يُطلق عليهم زورًا وبهتانًا مثقّفون ذلك الغرب "الكافر"، ويصمونه بأقذع الصّفات، وفي الوقت ذاته يحلمون صباح مساء في الحصول على تأشيرات سفر إلى ذلك الغرب "الكافر المنحلّ". وما من صوت يضع هؤلاء عند حدّهم.
أخي أيّها العربيّ المبتدئ، تَفَكّرْ في الأمر قليلاً ولا تصدّق جميع هؤلاء!

(5)
فقط في ثقافة الغباء، يقسم بعض العرب يمين الولاء لدولة إسرائيل في الكنيست، ثمّ يهرول هؤلاء البعض إلى الفضائيّات العربيّة للظّهور بمظهر رافعي راية العروبة. وما من صوت يتساءل في شأن هذه السخرية وشأن هذا الضحك على الذقون.
أخي أيّها العربيّ المبتدئ، تَفَكّرْ في الأمر قليلاً ولا تصدّق جميع هؤلاء!

(6)
فقط في ثقافة الغباء، يكيل أبناء هذه الثّقافة جام غضبهم على "الانحلال الأخلاقي" في الغرب "الكافر"، وفي الوقت ذاته يُطلقون على بناتهم أسماء إناث مستوردة من أسماء بنات هذا الغرب "الكافر"، تيمُّنًا به.
أخي أيّها العربيّ المبتدئ، تَفَكّرْ في الأمر قليلاً ولا تصدّق جميع هؤلاء!

(7)
فقط في ثقافة الغباء، يُطلق أبناء هذه الثّقافة أسماء عربيّة أصيلة على بناتهم، ثمّ يسارعون إلى كتابة هذه الأسماء في لغتهم وكأنّ هذه الأسماء منقولة عن لغة أوروبيّة: "جومانا" [بدل جمانة]، على سبيل المثال.
أخي أيّها العربيّ المبتدئ، تَفَكّرْ في الأمر قليلاً ولا تصدّق جميع هؤلاء!

(8)
فقط في ثقافة الغباء، يتحدّث أبناء هذه الثّقافة بلغة، يكتبون بأخرى، ويفكّرون بخليط عجيب من اللّغات، هذا إن كانوا يفكّرون أصلاً. وما من أحد يتساءل، كيف ذا يتلفّظ هؤلاء بشيء واحد في لغة أجنبيّة، بينما يتبجّحون بنقيض هذا الشيء في لغتهم هم.
أخي أيّها العربيّ المبتدئ، تَفَكّرْ في الأمر قليلاً ولا تصدّق جميع هؤلاء!

(9)
فقط في ثقافة الغباء واليباب والتّصحُّر، يعيش الخاصّة في القصور المنيفة وفي الرّخاء، بينما يرسلون العامّة إلى البحث عن القصور والجنان والغلمان في أضغاث الأحلام خلف حدود هذه الصّحراء.
أخي أيّها العربيّ المبتدئ، تَفَكّرْ في الأمر قليلاً ولا تصدّق جميع هؤلاء!

(10)
فقط في ثقافة الغباء وكمّ الأفواه، يرغب العبد الحقير الفقير إلى رحمة عقله في قول شيء بعيد الغور بلغته العربيّة، غير أنّه يخشى من مقصّ الرّقباء الّذين لا يتحمّلون قول الحقّ في هذه اللّغة.
أخي أيّها العربيّ المبتدئ، تَفَكّرْ في الأمر قليلاً ولا تصدّق جميع هؤلاء!
*

نشر: إيلاف، 16 يوليو 2006



مشاركات



تعليقات فيسبوك:


تعليقات الموقع: يمكن إضافة تعليق هنا. لا رقابة على التعليقات مهما كانت مخالفة للرأي المطروح، بشرط واحد هو كون التعليقات وصيلة بالموضوع.

0 تعليقات:

إرسال تعليق

قضايا
  • كل يغنّي على ويلاه

    إنّ القطيعة التي فرضها الإسلام على العرب مع جذورهم الجاهلية قد سجنتهم في بوتقة الواحدية الأيديولوجية التي لا يمكن أن تكون إلاّ كابتة ومستبدّة، أي فاشية في نهاية المطاف. كذا هي طبيعة الأيديولوجيّات الواحدية، أكانت هذه الأيديولوجيات دينية أو سياسية، لا فرق.
  • شعب واحد أم تشعّبات؟

    قد يظنّ البعض أنّ إطلاق الشّعارات يكفي وحده إلى تكوين مجموعة سكّانيّة هوموجينيّة متراصّة لها مقوّمات الشّعب كما يجب أن يفهم هذا المصطلح على حقيقته.

    تتمة الكلام
 
قراء وتعليقات
  • تعليقات أخيرة

  • جهة الفيسبوك

    قراء من العالم هنا الآن

  • عدد قراء بحسب البلد

    Free counters!