مواساة

سلمان مصالحة || 

مواساة

البِئْرُ، الّتِي
حَبَسَتْ بِهَا أَسْرارَها،
نَضَحَتْ عَلَى الوَجْهِ
الّذِي لا يَكْذِبُ.

تداعيات صباحية


سلمان مصالحة || 

تداعيات صباحية

وَفِكْرَةٍ،
خَطَرَتْ فِي الصُّبْحِ،
تَحْمِلُنِي عَلَى النُّهُوضِ
مِنَ الأحْلامِ، والسَّفَرِ

إلَى مَكانٍ، ثَوَى
فِي رَبْوَةٍ، حُفِظَتْ
فِي قَبْوِ ذاكِرَةٍ، حَنَّتْ
إلَى المَطَرِ.

فِيهِ ابْتُلِيتُ، بِمَا
أَمْضَيْتُ مِنْ زَمَنٍ.
أَرْعَى النُّجُومَ الَّتِي
تَقْتَاتُ مِنْ بَصَرِي.

فَرَاوَدَتْنِي،
سَحَابَ اللَّيْلِ، مُعْتَكِفًا.
سَاعًا تَغِيبُ
وَسَاعًا تَقْتَفِي أَثَرِي.

كَذَا حَيِيتُ،
أَجُوبُ القَفْرَ فِي حَلَكٍ،
مُسْتَقْبِلاً قَلَقِي،
مُسْتَدْبِرًا خَفَرِي.

فَمَا سَكَنْتُ،
وَلا ارْتَاحَتْ بِنَافِذَتِي،
أَحْلامُ مَنْ كَشَفَ
الأَسْـرَارَ فِي النَّظَرِ.

*

شواطئ

سلمان مصالحة || 

شواطئ



عَلَى مَهَلٍ، تَقَدَّمَ
لِي النَّهَارُ. يُبَشِّرُنِي
بِأَنَّ القَلْبَ دَارُ

لِمَنْ زَرَعَتْ حُرُوفًا
فِي صَباحٍ، بِقَارِعَةٍ
بِهَا كَلِمٌ يَغَارُ

مِنَ الذِّكْرَى الَّتِي
وَسَمَتْ زَمَانِي. لَهَا أَثَرٌ،
كَأَنْ وَقَعَ الخَيَارُ

عَلَى دَرْبٍ. تَعَرَّجَ فِي
خُطَاهَا فُؤَادٌ عَاشَ فِي
طَلَلٍ. يَحَارُ

مِنَ المَاضِي الَّذِي
رُسِمَتْ عَلَيْهِ تَبَارِيحٌ
تَعُودُ، وَتُسْتَثَارُ

إذا سَنَحَتْ زَوَارِقُهَا
بِبَحْرِي. كَأنَّ البَحْرَ
مِنْ وَصَبٍ
بِحَارُ

رَمَتْنِي فِي
شَوَاطِئَ مِنْ خَيَالٍ.
فَمَا أَدْرِي، لِمَنْ
كُتِبَ النَّهَارُ.

فَحَاوَلْتُ التَّصَالُحَ
مَعْ رَمَادٍ. يُذَكِّرُ:
كَانَ فِي الأَعْمَاقِ
نَارُ.

وَحِينَ بَحَثْتُ
عَنْ لَهَبٍ بِرُوحِي،
نَمَتْ فِي الدَّارِ
وَاشْتَعَلَتْ
مَنَارُ
*

شجرة وحيدة


سلمان مصالحة ||

شجرة وحيدة



كَسِدْرَةٍ، رَبَضَـــتْ فِي
صَهْوَةِ التَّــلِّ.
فِي ظِلِّـهَا حَضَنَـــتْ
ما كانَ يَحْلَـوْلِـي

مِنْ هاجِسٍ، ظَـلْـتُ
طُولَ اليَوْمِ أَنْقُفُـهُ.
حَتَّى تَنامَى كَقَمْـحٍ
مَاجَ فِي سَـهْـلِـي.

فَطُفْـتُ أَبْحَــثُ عَنْ
شَـطٍّ لأَشْرِعَـةٍ.
فَما وَجَـدْتُ
سِوَى الأَوْهامِ
فِي الظِّـلِّ.

*

”جسدي ملكي، ليس شرف أحد“


لهذا السبب، فعندما يتمّ وضع هذه المقولة أمام أعين الذّكر العربي فإنّه يُصدم من هولها. وصدمته تكون أشدّ عندما يأتي هذا الكلام من جانب المرأة العربية، كما إنّ الصدمة تتحوّل إلى نكبة ذهنيّة ذكورية عربية عندما يُرفع هذا الشعار على جسد المرأة العاري.

أمينة على الجسد


سلمان مصالحة || 

أمينة على الجسد

        (أمينة، ناشطة نسويّة تونسية: ”جسدي ملكي، ليس شرف أحد“)

لا تَسْأَلِي أَحَدًا
إنَّ الهَوَى شَرَفُ.
وَاسْتَمْتِعِي بِجَمالٍ
حَتَّى يَعْتَرِفُوا

بِأنَّ جِسْمَكِ مُلْكٌ
لِلَّتِي كَشَفَتْ عَنْ صَدْرِها
بِزَمانٍ جُلُّهُ قَرَفُ.

لا تَأْبَهِي بِرِجالٍ
بَاعَ كابِرُهُمْ أوْطانَهُ شَرَهًا
والعُهْرَ يَقْتَرِفُ.

إنَّ البِناءَ
الّذِي تَبْنِينَ مِنْ جَسَدٍ
أَرْكانُهُ صَمَدَتْ
فِي الرِّيحِ، والغُرَفُ.

مَهْما تَنَطَّحَ
مِنْ ناسٍ فَلا تَثِقِي
إلاَّ بِمَا أَنْتِ،
فَرْدٌ
زَانَهُ هَدَفُ.
*

نشرت أيضًا في: "شفاف الشرق الأوسط"

اقرأ أيضًا: "جسدي ملكي، ليس شرف أحد"

صاحب المعرّة

سلمان مصالحة || صاحب المعرّة

( ورد في الأخبار أنّ بعض الإرهابيّين حطّموا تمثالاً لأبي العلاء المعرّي)

مِنْ أَيْنَ جاءَ الخَرابُ
يا صَاحبًا مِنْ مَعَرَّهْ
يَغْزُو البِلادَ يَبابُ
يَمْحُو الهَنا وَالمَسَرَّهْ

البحر

سلمان مصالحة || البحر

البَحْرُ، الّذي حَملَ
الظّعائِنَ باكِرًا، حَمَلَ
الهُمُومَ قُبَيْلَ ذاكَ
بِلَيْلِهِ.

سؤال البيت


سلمان مصالحة || 

سؤال البيت



البيتُ ليسَ كَما يَحْكِي
الّذينَ بَنَوْا جُدْرانَهُ
بِحِجارِ الأرْضِ وَالعَرَقِ.

وَإنَّما فِكْرَةٌ حَلَّتْ عَلَى
بَشَرٍ. تَحْمِي الوُجُودَ
الّذِي يُرْسَى عَلَى قَلَقِ.

فَإنْ طَلَبْتَ مَكانًا،
لا تَكُنْ قَنِعًا إلاّ بِما
يُبْتَنَى فِي خَيْمَةِ الأُفُقِ

فَذاكَ أوْلَى بَمَنْ أمْسَى
بِوَحْدَتِهِ، لا يَطْمَئِـنُّ
إلَى بَيْتٍ بِمُفْتَـرَقِ.

لَأنَّهُ حَمَلَ الأَحْلامَ
فِي كَتِفٍ. وَالبَيْتَ فَرَّقَهُ
فِي مُلْتَوَى الطُّرُقِ.

*

صوت من اليأس


سلمان مصالحة ||

صوت من اليأس


لا مَرْءَ يَبْقَى،
إذا ما دَمْعَةٌ وَقَعَتْ
مِنْ عَيْنِ طِفْلٍ
عَلَى آبائِهِ، بَطَلا.

رؤى

سلمان مصالحة || 

رؤى



العَيْـنُ تُبْصِرُ
ما نَما بِإزائِها.
وَالقَلْبُ يَحْفَلُ
بِالَّذِي
يَتَمَثَّـلُ.


ما كُلُّ ما
شَغَلَ العُيُونَ
مُؤَكَّدٌ، أَوْ كُلُّ
ما طَرَقَ الفُؤَادَ
مُعَلَّـلُ.

الأَمْرُ
ما جَعَلَ الجَوارِحَ
تَنْتَشِي، فِـي رِحْلَـةٍ
بَعُـدَتْ،
وَلَيْسَتْ تَكْمُلُ.

عَيْناكَ
أَدْرَكَتَا المَنَاظِرَ
يَقْظَةً. لَكِنَّ قَلْبَـكَ
لا يَنِي
يَتَبَـدَّلُ

فِـي حَيْـرَةٍ،
مِنْ وَحْدَةٍ أَبَدَيَّةٍ.
دَمَغَتْهُ،
مُذْ نَزَلَ
السُّؤَالُ
الأَوَّلُ
*

مسألة طارئة



سلمان مصالحة || 


مسألة طارئة



حِينًا،
تَهِيجُ شِغافَ القَلْبِ
مَسْألَةٌ تَعْلُو بِلا سَبَبٍ
مِنْ باطِنِ السَّبَبِ.

فَإنْ نَظَرْتَ
إلى ما هاجَكَ، اسْتَعَرَتْ
أرْكانُ قَصْرِكَ
وَانْهارَتْ عَلَى النَّسَبِ.

لا شَيءَ يَبْقَى،
وَإنْ طالَ الزّمانُ،
فلا تَبْنِ قُصُورًا
بِأَرْضِ النّارِ
مِنْ حَطَبِ.




أبد

سلمان مصالحة || أبد

إنْ شِئْتِ أَنْ تَزِنِي الجَوَى
بِجَوارِحِي،
لا تُحْضِرِي أَحَدًا
مِنَ الأَمْواتِ.


ملعـونـة الحَـرْسِ


سلمان مصالحة || ملعـونـة الحَـرْسِ

أَيا مَلْعُونَــةَ الحَـرْسِ،
جَـزاكِ اللّـهُ
بِالخَـرْسِ!

الراقصون على القبور

سلمان مصالحة || الراقصون على القبور

                                     إلى: خالد جبران

هُنـا بَشَـرٌ،
لَوْ يَعْـرِفِ الـمَـرْءُ مِثْـلَهُمْ
لأَنْكَـرَ ما جـاءَتْ بِـهِ
صُدْفَـةُ الـدَّهْـرِ.

زيارة افتراضية


سلمان مصالحة || 

زيارة افتراضية


               إلى: م. ح.


رَأَيْــتُ غَـزالاً
عَـلَـى صَفْحَـتِـي
يُزَيِّـنُ صُبْـحِـي.
فَمَـنْ ذِي الَّتِـي

أَتَـتْ باكِـرًا
تَـرْتَـوِي نَـظْـــرَةً
وَتَـعْصِــرُ
ما خَبَّـأَتْ نَظْـرَتِـي؟

فَـرُحْـتُ أُفَـتِّــشُ
عَـنْ سِـرِّها
وَأَبْحَـثُ
فِـي غـابِــرِ الـمُــدَّةِ.

فَصِـرْتُ كَـمَـنْ
يَرْتَـوِي مِثْـلَها،
وَيَمْحُـو الزَّمـانَ
بِذِي اللَّحْظَـةِ

كِـلانـا
يُـكَــدِّسُ أَيَّـامَـــهِ
رُفُـوفًا عَـلَـى
حائِطِ الوَحْشَةِ.
*

واحد


سلمان مصالحة || 

واحد


النّـاسُ أَجْناسٌ
كَسـائِـرِ خَلْقِـهِ،
وَكَذا النَّبـاتُ
وَسائِـرُ الحَيَــوانِ.

وداع اللّيل


سلمان مصالحة || 

وداع اللّيل


عَلَـى مَهَـلٍ يَجِـيءُ
الصُّبْــحُ، لَـمّـا تُـوَدِّعُ
لَيْـلَــةً، رَحَـلَـــتْ
بِـهَـــمِّ.

وَيَحْمِـلُ صَفْنَــةَ
الـمَاضِـي بِـدَرْبٍ إلَـى
حُـلُــمٍ تَعَثَّــرَ
فِـي الـمُـلِــمِّ.

وَلَيْـسَ لَدَيْــكَ
مِنْ حِيَــلٍ لِتَـنْـجُـو
مِـنَ العاتِـي بِذِهْـنِــكَ
بَعْـدَ نَــوْمِ.

كَذا، كَتَـبَ الصَّبـاحُ
عَلَـيْـكَ، فَاحْمِـلْ
عَلَـيْـــهِ بِكُــلِّ خاطِــرَةٍ
وَعَــزْمِ.

فَإنَّ الهَـمَّ يَكْـبُـــرُ،
فَـارْدَعَـنْـــهُ عَـلَـى
عَجَــلٍ، بِلا وَجَــلٍ،
وَأَنْــمِ

إلَـى مَنْ جَـاءَ
يُلْقِي حِمْـلَ حُــزْنٍ
عَلَـى كَتِـفَيْــكَ، إنَّـكَ
كَـالأَصَــمِّ.

وَلَـنْ تُصْغِـي لِضَيْـفٍ
جاءَ يَـرْمِي قُمامَـتَــهُ
عَـلَـى عَتَبـاتِ
يَــوْمِ.

فَإنَّـكَ
لَـنْ تُصِـيــخَ السَّمْــعَ
إلاّ إلَـى قَـلْـبٍ
تَقَلَّــبَ
فِـي الأَهَــمِّ
*

قضايا
  • كل يغنّي على ويلاه

    إنّ القطيعة التي فرضها الإسلام على العرب مع جذورهم الجاهلية قد سجنتهم في بوتقة الواحدية الأيديولوجية التي لا يمكن أن تكون إلاّ كابتة ومستبدّة، أي فاشية في نهاية المطاف. كذا هي طبيعة الأيديولوجيّات الواحدية، أكانت هذه الأيديولوجيات دينية أو سياسية، لا فرق.
  • شعب واحد أم تشعّبات؟

    قد يظنّ البعض أنّ إطلاق الشّعارات يكفي وحده إلى تكوين مجموعة سكّانيّة هوموجينيّة متراصّة لها مقوّمات الشّعب كما يجب أن يفهم هذا المصطلح على حقيقته.

    تتمة الكلام
 
قراء وتعليقات
  • تعليقات أخيرة

  • جهة الفيسبوك

    قراء من العالم هنا الآن

  • عدد قراء بحسب البلد

    Free counters!