سـلمان مصـالحة ||
نـوكـتــورن
دَعْ عَنْكَ هَمِّي، فإنّ الـهَمَّ غَلاّبُ،
وَدَاوِني بالّذِي في الحَلْقِ يَنْسَابُ.
ما كَانَ مِنْ بَشَرٍ أَضْحَى بِلا أَثَرٍ،
مِنْ سِرِّهِ بِأَنِينِ اللَّيْلِ إذْ رُفِعَتْ
آهاتُهُ طَرَبًا، فَاحْتَارَ أَصْحَابُ.
لَوْلا الّذِي يَتَوَلَّى الخَمْرَ، مُنْتَقِصًا
مِنْ كَأْسِهِ فَرَحًا، مَا كَانَ تَسْكَابُ
عَلَى الّذينَ تَنَادَى الوَجْدُ يَتْبَعُهُمْ،
وَلا تَصَادَى عَلَى الأَوْتَارِ تَنْدَابُ.
وَلا اسْتَفاقَتْ عَلَى الأَشْوَاقِ شَهْقَتُهُ،
تُمْلِي عَلَيْهِ حَدِيثَ القَوْمِ، إذْ غَابُوا
بِلا وَدَاعٍ، كَأَنَّ اللَّيْلَ أَلْبَسَهُمْ
ثَوْبًا مِنَ السِّحْرِ لا يُفْضِي لَهُمْ بَابُ.
كَذَا تَوَارَوْا، وَكَانَ النّاسُ فِي بَلَدٍ،
يَسْتَذْكِرُونَ كَلامًا لَيْسَ يُعْتَابُ
عَنْ فَارِسٍ، يَرْتَوِي مِنْ حُزْنِهِ شَغَفًا،
كَيْ تَسْتَوِي عِنْدَهُ فِي النَّفْسِ أَوْصَابُ.
لا يَعْلَمُونَ، بِأَنَّ الحُزْنَ أَوَّلُهُ
مَا رَمَقَتْ عَيْنُهُ مِنْ فِتْيَةٍ آبُوا
لا يَحْمِلُونَ سِوَى الأَحْلامِ فِي خَشَبٍ،
وَيَلْعَنُونَ زَمَانًا بَعْدَ أَنْ خَابُوا.
لَوْ أَنَّنِي، وَنَوَايَا الرُّوحِ تَعْرِفُنِي،
كُنْتُ اعْتَرَفْتُ بِهَمٍّ جَاءَ يَنْتَابُ.
وَمَا هَرَقْتُ دِمَاءَ الكَرْمِ فِي أَنَفٍ،
وَلا احْتَرَقْتُ بِمَا فِي النَّفْسِ أَرْتَابُ.
***
0 تعليقات:
إرسال تعليق