‏إظهار الرسائل ذات التسميات شعر عربي. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات شعر عربي. إظهار كافة الرسائل

أسرار الطفلة من غزة

من مجموعة ”ريش البحر“، منشورات زمان، القدس 1999
 
 

سلمان مصالحة

أسرار الطفلة من غزة
أصداء اعتراف إلٰه الجنود
بندى برتقال القصيدة

 

(1) أسرار

تَمُرُّ الطّريقُ إلى غَزّةٍ
عَبْرَ عَيْنَيْ صَدِيقَة.
وَعَبْرَ النَّدَى في ٱلحَدِيقَة.
هُنا النّسْوةُ اللاتِي يُحِكْنَ
ثِيابَ الرّجالِ، وَينظُمْنَ
في الثّوْبِ خَيْطًا مُطَلْسَمْ.
هُنا، في الرِّمالِ،
تُفِيقُ النّساءُ عَلَى رِسْلِها،
في صَباحٍ مُغَبَّرْ،
بغيرِ رِجالٍ.  لأنّ الخَيالَ
ٱحْتَمَى في الزَّوايا، نَما
في الغُبارِ المُلَعْثَمْ.
هَلُمُّوا إلى البَحْرِ.  
في البَحْرِ لَيْلٌ تَعَثَّرْ.
وَهُبُّوا ٱزْرَعُوا في يَدَيْهِ
قَناديلَ زَيْتٍ، تَغَطّتْ
فُرُوعُ الدَّوالي قُطُوفًا،
فَلَيْلُكَ أَخْضَرْ.
هُنا، في الدُّروبِ اللّواتي
ٱرْتَعَشْنَ كَخافِقِ طفْلَهْ،
تَخافُ الصّبايا مِنَ القابِلَهْ،
فلا تَعْرفُ النّسْوةُ اللاّتي
ٱنْتَظَرنَ اللّيالي فُنُونَ النّياحَهْ
على شارعٍ مُنْتَحِرْ.
فَيا أيُّها الدِّيكُ يُعْلِي صياحَهْ،
لَيُلُكَ شَمَّرْ،
وَلَيْلُ النّساءِ دَعا
ثُمَّ كَبَّر.

 

(2) الطفلة من غزّة

 

الطّفلةُ مِنْ غَزّة
تَبني أَعْشاشًا
مِنْ رِيشِ البَحْر.
وَالواقفُ خَلْفَ السُّورِ
يُخَبّئُ فِي عَينيهِ قِلادَة
مِنْ وَرَقِ التّذكارْ.
بعدَ مُرورِ الشّارِعِ
تَحْتَ الخُطُواتِ البَرّيَّة،
تَفْقِسُ في الأعْشاشِ حَكايا،
يَتَراكَضُ أطْفالٌ
داخلَ لَوْنِ العَصْر.
يَلْتقِطُونَ الصَّوْتَ الخافِتَ
مِنْ رَمْلِ الصّحْراء.  
عِنْدَ مَساء،
يَنْفَرطُ العِقْدُ من العَيْنينِ،
يُبلّلُ دَرْبَ البَحْر.
البَسْمَةُ يُرْسلُها اللّيْلُ
إلى المَنْفَى.  
الشّاعِرُ
يَلفُظُ أنفاسَهْ.

 

(3) أصداء

 

على الأُغنية،
نَما العُشْبُ،
ذابَ الصّدَى في اللّسان.
وفي الأرْضِِ بَعْضُ كَلامٍ
تَفَرّقَ بَيْنَ الغُبارِ وصَوْتِي.
ولا شَيْءَ فِي البالِ
غيرُ ٱنْتِظارِ الأغَاني.  
وفي الأغْنيَة،
خَطا القَلْبُ،
دَرْبُ الرّجوعِ تَلَوَّى،
ٱعْتَرِفْ يا حَبيبي.
وذِي النّفْسُ انّتَهَتْ مِنْ زَمان.
فلا البَيْتُ فِي الشِّعْرِ، لا لا
ولا البَيْتُ فِي الرّمْلِ لا لا
 وما البَيْتُ في الذّاكِرَهْ.
ولا بالَ للوَرْدِ.
هاتِ النّجومَ وخُذْنِي.
ٱنْطَلِقْ بي، نَوَيْتُ الرَّحيلَ.
ولا ماءَ لِي، لا تَشُدَّ وِثاقِي
عَلَيَّ. فلا دَرْبَ لي في
حَبيبي. ٱحْتَذِرْ مِنْ رُجوعِي
إلَيَّ.

 

(4) اعتراف

 

هي الأُغنيَة،
حَبَتْ فِي لِساني إلى
مَنْ نَما فِي اللّيالي
هِلالاً هِلالا.
لَثَغْتُ بِحَرْفٍ أتَى مِنْ عُيوني
فمالَ إلَيَّ السُّنونو بلا مَوْعِدٍ
للقائيِ، وَمادَتْ سَمائي.
فَلَمْ أعْتَرِفْ بالمَحارِ ولَمْ أعْتَرِفْ
بالجِبالِ الرّواسِي،
وَلَمْ أعْتَرِفْ
بالبِحارِ.
 فَغَطّتْ رُموشي الجَداوِلْ،
وَفَوْقِي سَماءٌ بلا عاصِفَهْ.
فَلا تَتْرُكِي فِي الرّمالِ
خُطاكِ، هِيَ اللّحْظَةُ النّازِفَهْ،
وَقَلْبِيَ قائفْ.
يُرَدِّدُ فِي القاعِ رَجْعَ
صَداكِ. أنا فِي الجُنونِ
أباتُ، وَأحْلُمُ ليْلاً، وأحلُمُ
يَوْمًا، وأحْلُمُ أنِّي ٱحْتَرَقْتُ
فَراشًا، وأحلُمُ أنِّي افْتَرَشْتُ
الجَناحَ. فَمِنْ أيْنَ أبْدأُ هذا
الصّباحَ. وَدَدْتُ لَوَ ٱنَّ الزّمانَ
رَماني إلَى الذّاكِرَهْ.
وَرَدّدَ صَوْتِي الصّدى،
وَٱسْتَراحَ.

 

(5) إله الجنود

 

طَريقِيَ تَخْطو إلى غزّةٍ
تَمُرّ بِخوذَةِ جُنْدِي.
إلٰهَ الجُنودِ الّذي يَمْتَطِي
صَهْوةَ الرّيحِ، هَلِ البَحْرُ
يَعْرقُ لَمّا تَمُدَّ يَدَيك إلَيْهِ؟
هَلِ النّجْمُ فِي اللّيْلِ يَعْرِفُ
كَيْفَ الوُصولُ إلَى وَكْرِهِ؟
أَضِئْ لِي الطّريقَ إلَى الغَيْبِ،
خُذْ مِنْ سمائِيَ شَمْعَهْ.
إلٰهَ الجُنودِ، نَما الحُزنُ فِي
الشّرُفاتِ وَأوْرَقَ مِنْهُ الصّدَى،
لَمْ يَعُدْ بَعْدُ. سُدًى ذِكْرَياتي.
أتَذْكُرُ كَيْفَ مَشَيْنا مَعًا فِي
الجبالِ؟ أتَذْكُرُ كَيْفَ احْتَبَسْنا
الهِلالَ لأوّلِ حَرْفٍ هَوَى
في اللّيالي على شَفَتَيْكَ
لِبَسْمَةِ طفْلَهْ.
أتَذْكُرُ سِرْبَ السُّنونو
الّذي مَضَى مِنْ عُيونِي،
فَحَلّقَ فِي أعيُنِ العاشِقاتِ؟
وَعادَ لِيَجْبلَ قَلْبي بِطِينِ.
وَيَبْنِيَ فِي الرّيحِ بُرْجًا مُعَلَّقْ.
فَرَفْرَفَ قَلْبِي دُوَيْنَ الّربابِ
"نَعامًا تَعَلّقَ بالأرْجُلِ".
وَلَمْ يَبْقَ لِي غَيْرُ خَطْوِي
وَرائي تَسَمَّرَ فِي الرّمْلِ، لا
رِيحَ فِي الأرضِ أوْ عاصِفَهْ.
أنا فِي عُيونِي ٱخْتبأْتُ
وَدَحْرَجْتُ فَوْقِي ثَرًى
من زَمان.

 

(6) ندى برتقال

 

تِشْرينُ حَيْرانُ.
يخطُو على الدّربِ،
منْ عَسْقلانَ إلى البَحْرِ،
يَرْكُلُ ظِلَّهْ.  
ويرْحَلُ بينَ التّرابِ المُغنّي،
ويذكُرُ أهلَهْ.  
هنا صارَ حُزْنُهُ طفْلَهْ،
تَعَمْشَقُ كالرّيحِِ،
تَطْفُو على النّعْلِ بينَ السّماءِ
وظِلِّي.  تلاشَى بَيَ الدّرْبُ
على الطُّرقِ المُتربة.  
وفي الدّرْبِ دَرْبٌ ودَمْعَةُ دُمْيَهْ،
وخلفَ الرّجالِ صَبايا
نَمَتْ كَالرُّخامِ.  شَواهدُ
خُطّتْ عليها الحُروفُ
بماءٍ تَساقطَ من أعْينٍ
في سَماءٍ سَحيقة.
إلى غزّةٍ تَصُبّ الطّريقُ
بِعَيْنَيَّ حينًا فَراشًا،
وحينًا تَصُبّ
نَدََى بُرْتُقال.

 

(7) القصيدة

 

خُذُوا من البَحْرِ أسْماكَهُ
أَعِيدُوا الغُيومَ إلى النّهْرِ،
ٱرْفَعُوا عَن لَمَى الطّفْلِ
حِمْلَ النّساءِ الحَواملْ.
فُروعُ الأسَى وارفة،
وَالحَكايا شُجونٌ
مَرَتْها نُهودُ الأراملْ.
إذا ٱرْتَحلَ الأنبياءُ،
فَلا تَحْزنُوا للفَقِيدةْ.
ولا، لا تَقُولُوا
بأَنّ الرّجَا
فِي
القَصِيدَةْ.

*

أخي أيها العربي الذكي

سلمان مصالحة ||

أخي أيها العربي الذكي

                            (لزومية)

أَخِي أيُّها ٱلْعَربيُّ ٱلذَّكِيُّ،
أَرَى ٱلأَمْسَ مَوْعِدَنا لا ٱلْغَدَا

فَإمَّا حَياةٌ، وَعَيْشٌ هَنِيُّ
وَإمّا فِرَاقٌ غَدَا ٱلْمَوْعِدَا

فَحاذِرْ، فَإنَّكَ فَرْدٌ سَبِيُّ
بِتارِيخِ شَعْبٍ ثَوَى قَعْدَدَا 

وَإنَّكَ إنْ شَابَ فِيكَ ٱلصَّبِيُّ
فَذٰلِكَ أَنَّكَ رُمْتَ ٱلْهُدَى.

أَخِي أَيُّها ٱلْفَتَى ٱلْيَعْرُبِيُّ
تَلَفَّتْ حَوالَيْكَ جَفَّ ٱلنَّدَى.

أَلَمْ تَدْرِ أَنَّكَ أَنْتَ ٱلْوَصِيُّ
عَلَى ٱلْقَوْمِ، قَمْ وَٱطْلُبِ ٱلسُّؤْدَدَا

بِأَرْضٍ تَمَرَّغَ فِيهَا ٱلنَّبِيُّ
بِرَوْثِ رِجَالِ ٱلْحِمَى وَٱلْعِدَا

فَهٰذَا سَفُولٌ وَذَاكَ دَنِيُّ
فَأَيَّهُمَا زِنْتَ زَانَ سُدَى

وَهٰذَا جَهُولٌ وَذَاكَ غَبِيُّ
وَبَيْنَهُمَا عِشْتَ، مُتَّ فِدَى

تَفَكَّرْ بِقَوْلِي فَإنِّي ٱلنَّبِيُّ
بُعِثْتُ رَسُولًا بِهٰذَا ٱلْمَدَى

فَقَوْلِي دُعَاءٌ عَلَا، سَرْمَدِيُّ،
لِقَوْمٍ مَبَاهِمَ، شَعْبٍ بَدَا.

وَإنِّي دَعَوْتُكَ، قَوْلِي سَوِيُّ،
إلَى ٱلدَّرْبِ هَيَّا، فَكُنْ مُوفَدَا

أَخِي أَيُّهَا ٱلْعَرَبِيُّ ٱلْأَبِيُّ،
تَلَقَّفْ كَلَامِي وَبُثَّ ٱلصَّدَى.
*

عصافير

 

 سلمان مصالحة || 

عصافير

العُصْفورُ، الَّذِي يَصْدَحُ عَلَى
فَرْعٍ مُتَمايلٍ من الشَّجَرة،
رَأَى، رَأْيَ العَيْنِ، ما كُنْتُ
أَخْفَيتُ في يَدَيَّ - خُفَّيْ

مرثية القدس I

سلمان مصالحة || 

مرثية القدس I 


سَأَلْتُ القُدْسَ
عَنْ سَبَبِ الخَرابِ،
عَنِ الصَّمْتِ الَّذِي
يَحْيَا بِبَابِي.

استراحة المسافر

سلمان مصالحة ||

استراحة المسافر

 
حينَ أَلْقَيْتُ خَلْفَ البِحارِ
عصايَ، وَتَوَقَّفْتُ لَحْظَةً
عَنِ التّرْحالِ. لَمْ أَجِدْ مِنْ
زادٍ لَدَيَّ، سِوَى لُقْمَةٍ سائِغَةٍ،

إعلان حرب


سلمان مصالحة ||

إعلان حرب

عَصْرًا جَلَسْتُ مَعَ الأَتْراحِ،
مُكْتَئِبًا مِمَّا رَأَيْتُ
خِلالَ اليَوْمِ مِنْ ناسِ.

في هجاء رئيس الحكومة

أرشيف (2013)


سلمان مصالحة ||

في هجاء رئيس الحكومة


أَمّا ٱبْنُ يَامِينَ، لا تَطْلُبْ مَوَدَّتَهُ
لا يَنْفَعُ النّاسَ مَنْ سَاءَتْ حَكاياهُ

الجمال

سلمان مصالحة ||


الجمال



لَيْسَ الجَمالُ بِمِئْزَرٍ
إنَّ الجَمالَ بِطَرْحِهِ.

كَالمَوْزِ، يُقْشَرُ ثَوْبُهُ،
كَيْ يُسْتَلَذَّ بِنَفْحِهِ.

خَفِيَ الجَمالُ بِسُتْرَةٍ،
فَتَساقَطَتْ مِنْ لَمْحِهِ.

كَشَفَتْ خَفايا خَصْرِهِ،
فَهَوَى المُحِبُّ بِرُمْحِهِ.

وَإذا رَغِبْتَ بِلُقْمَةٍ
مِنْهُ، عَلَيْكَ بِقَمْحِهِ!

وَاعْجِنْ لِرُوحِكَ مُؤْنَةً
تُحْيِي الفُؤَادَ بِمُلْحِهِ
*

روايومون، سپتمبر 2013

أمّا وقد هجم الظلام

سلمان مصالحة ||


أمّا وقد هجم الظلام


أَمَّا وَقَدْ هَجَمَ الظَّلامُ
عَلَى الحِمَى، فِي دَارَةٍ تَعِدُ
الضُّيُوفَ تَبَسُّمَا.

ثمّة أناس

 

سلمان مصالحة || 

ثمّة أناس


ثَمَّةَ أُناسٌ يَمُوتُون فِي وَضَحِ النَّهارِ،
وَثَمَّةَ أُناسٌ يَمُوتُونَ فِي حَلَكِ اللَّيْلِ.
ثَمَّةَ أُناسٌ لا يُدْرِكُونَ مَنْ يَقْتُلُهُمْ،
وَثَمَّةَ أُنَاسٌ يُدْرِكُونَ جَيِّدًا وَلٰكِنَّهُمْ
لا يَجْرُؤُونَ عَلَى الَقَوْلِ:
مَنْ ذَا الَّذِي أَغْمَضَ هٰذا ٱليَوْمَ
عَيْنَيَّ قَهْرًا، بِلا رَغْبَةٍ مِنِّي بَعْدُ
فِي النَّوْمِ ظُهْرًا.

مقام الصمت

سلمان مصالحة ||

مقام الصمت


الصَّمْتُ أَصْدَقُ إِبْلاغًا
مِنَ ٱلجَلَبِ. فِي بَحْرِهِ ٱلمَوْجُ
لا يَرْتاحُ مِنْ تَعَبِ. 

مَنْ كَانَ فِي حَيْرَةٍ مِنْ أَمْرِهِ،
ضَرَبَتْ آهاتُهُ وَتَرًا، يَنْمُو 
عَلَى ٱلخَشَبِ.

وَإِنْ تَثَاقَلَ فِي سَيْرٍ إِلَى
هَدَفٍ، يَنْحُو إِلَى نَفَسٍ
يَنْسَابُ مِنْ قَصَبِ.

وَمَنْ تَراكَضَ فِي السَّاحاتِ،
يَتْبَعُ مَنْ يُلْقِي كَلامًا نَمَا فِي
غَمْرَةِ الصَّخَبِ،

لَنْ يَسْتَوِي قَوْلُهُ لَوْ كُنْتَ
تَسْمَعُهُ، لِأَنَّ الحَكايا خَبَتْ
فِي مَوْقِدٍ خَرِبِ.

إِنَّ الكَلامَ خَفِيٌّ، عَاشَ
مُغْتَرِبًا، قَدْ خُطَّ مِنْ قِدَمٍ
فِي مُلْتَوَى ٱلكُثُبِ.

فَٱجْنَحْ إِلَيْهِ، إِذا ما كُنْتَ
فِي عَوَزٍ لِلصَّمْتِ لَيْلًا،
وَسَامِرْ نَخْلَةَ النَّسَبِ.

وَقِفْ هُناكَ، وَسائِلْ بَعْضَ
مَنْ كَتَبُوا، بِٱلرَّمْلِ حِينًا،
وَحِينًا فِي عُرَى ٱلقَتَبِ.

قَوْمٌ تَوَلَّوْا. قَضَوْا أَعْمارَهُمْ
شَغَفًا بِٱلصَّيْدِ، إِذْ رَحَلُوا
لَيْلًا إِلَى سَبَبِ.

يَحْدُونَ عِيسًا بِجُنْحِ ٱللَّيْلِ،
شاعِرُهُمْ يُذْكِي ٱلضِّياءَ ٱلَّذِي
قَدْ جَفَّ فِي الشُّهُبِ.

وَيَرْفَعُونَ تِجَاهَ ٱلْأُفْقِ
رَايَتَهُمْ. وَيَنْثُرُونَ كَلامًا
خِيطَ مِنْ خَبَبِ.

وَيُرْسِلُونَ سِهَامًا خَلْفَ
هَوْدَجِهَا، حَتَّى تُطِلَّ عَلَى
ٱلْعُشَّاقِ مِنْ حُجُبِ.

ما كُنْتُ أَذْكُرُ ذا، لَوْلا
مُعَذِّبَتِي. تِلْكَ ٱلَّتِي سَطَعَتْ
كَٱلْبَرْقِ فِي السُّحُبِ.

فِيها وُلِدْتُ، عَلَى أَعْتابِها
دَرَجَتْ مِنْ مُهْجَتِي فِكَرٌ
تَنْمُو عَلَى لَهَبِ.

مِنْها الكَلامُ، وَمِنْها الصَّمْتُ
فِي أُفُقٍ سارَتْ قَوافِلُهُ
دَهْرًا مَعَ الجَدَبِ.

هُنَا أَنَا ٱلآنَ، فِي أَرْضٍ
بِلَا وَطَنٍ. لا رَمْلَ فِيهِ،
وَلا مَأْوَى لِمُغْتَرِبِ.

أَنَّى نَظَرْتُ رَأَيْتُ الحُزْنَ
فِي بَلَدٍ، نامَتْ نَواطِرُهُ
عَنْ نَكْبَةِ العَرَبِ.

***

رباعيات

سلمان مصالحة ||

رباعيات

لَمَحْتُ بَدْرًا عَالِقًا فِي الشَّجَرْ
حَوْلَهُ لَيْلٌ قَدْ خَبَا وَٱنْتَثَرْ.
مَنْ ذَا ٱلَّذِي أَوْقَدَ نَارَ ٱلْهَوَى
فِي فِلْذَةٍ بِٱلْقَلْبِ، حَتَّى ٱسْتَعَرْ؟

أنا العود

سلمان مصالحة ||

أنا العود

أَنَذَا ٱلْعُودُ، مُلْقًى هُنَا عَلَى قَارِعَةِ 
ٱلطَّرِيقِ ٱلَّتِي تُفْضِي بِي إلَى لا 
مَكَانِي. هَدَأَ ٱللَّحْنُ فِي نِيَاطٍ 
هُجِرَتْ مُدَّةً، فَٱنْطَوَتْ تَنْثَنِي 
فِي ثَنَايَا جَنَانِي. حَوْلِيَ ٱلرِّيحُ 
تَهْمِسُ لِي نَغَمًا، قُدَّ مِنْ مَاضٍ 
قَضَى نَحْبَهُ لِٱخْتِلَالِ ٱلزَّمَانِ. 

أَنَذَا ٱلْعُودُ، نَاطِرٌ هُنَا غَيْمَةً،
تَأْتِي إِلَيَّ مَعَ ٱلْعَصْرِ، حِينَ أَعُودُ
إلَى يَقْظَتِي مِنْ سُباتٍ طَوِيلٍ
لَمْ أَحْتَسِبْهُ مَرَّةً مِنْ زَمانِي.
أَنَذَا ٱلْعُودُ، أَحِنُّ إِلَى صَفْنَةٍ،
لَفْتَةٍ مِنْ يَدٍ، دَاعَبَتْ بُرَهًا مِنْ
بَقَايَا ٱفْتِنَانِي. أَيْنَ مَنْ يُدْرِكُ
القَوْلَ إذْ يَرْتَدِي الحَرْفُ هَالَةً
حَرَّةً مِنْ لَهِيبِ بَنَانِ.

هِيَ ذِي لَحْظَةٌ، بُرْهَةٌ سَطَعَتْ.
وَسَعَتْ، كَالحُزْنِ، نُقْطَةً قَرَّةً
مِنْ كِيَانِي.


في الغرب الأوسط


سلمان مصالحة ||

في الغرب الأوسط


حِينَ قادَتْني رِجْلايَ، أَو عَلَى 
الأَصَحّ طائرةٌ مَيْمُونَةٌ، إلَى
الغَرْبِ الأوْسَط، كانَ الطَّقْسُ 
حارًّا هُنَاكَ. والنُّفُوسُ هُنَا 
كانتْ باردة.
 
لَمْ أَعْرِفْ بَعْدُ هُنا جِهاتِ 
الأَرْضِ، وَلا هِيَ عَرَفَتْنِي. 
كُنْتُ أَمْضِي فِي طَرِيقِي 
نَحْوَ الشَّرْقِ الّذِي بَدَأَ يَرْتَدِي 
ثَوْبَ اللَّيْلِ الآن هُنَاكَ. 
كُنْتُ أَرْكُلُ فِي طَرِيقِي 
وُرَيْقاتِ الشَّجَرِ المُتَساقِطَة
مِنْ صَحْراءِ حَياتِي.

كانَتْ هِيَ تَرْتدِي قُبَّعَةً مِنْ 
ثَلْجٍ، وَبَيْنَ فَيْنَةٍ وَأُخْرَى  تُذِيبُ 
مِنْهُ قَليلاً، لِدِفْء بَدَرَ مِنْها عَرَضًا، 
فَيَسِيلُ عَلَى هامِشِ الطَّرِيقِ الّتِي 
أَفْضَتْ بِهَا، مِنْ زَمانٍ بَعِيدٍ، 
إلى خَرِيفِ قَلْبِي.
*

يا ابن العرب

من الأرشيف

سلمان مصالحة ||

يا ابن العرب


يَا ٱبْنِ العَرَبْ، 
يَا مَجْرُوحْ، لا تْعَذِّبْنِي
اللّٰهْ كَتَبْ 
نُصِّ الرُّوحْ لَلْخِلاّنِ.

العائد الأبدي

سلمان مصالحة ||

العائد الأبدي

لِسانُكَ نِصْفانِ. نِصْفٌ تَلَوَّى كَحَبْلِ حَرِيرٍ عَلَى
صَهْوَةٍ لِحِصَانٍ. رَبَطْتَ بِهِ رُقْعَةً مِنْ غَمامٍ أَصِيلٍ.
رَبَطْتَ بِهِ آهَةً وَقَعَتْ مِنْ حَنِينٍ إلَى بَلَدٍ عَائِمٍ فِي
بَقايَاكَ حَيْثُ رَحَلْتَ. "هُنَا"كَ "هُنَا"يَ هُنا. لَنْ
أَبُوحَ لِطَيْرِ السَّماءِ بِسِرٍّ ثَنَى أَضْلُعِي حَوْلَ قَلْبٍ
كَلِيلٍ، لِئَلاّ يَطِيرَ الفَراشُ إلَى راحِلٍ شَدَّنَا لِلتُّرابِ.
كَنَبْضَةِ قَلْبٍ أَنا، لَمْ أَعِشْها، اسْتَفاقَتْ عَلَى رَعْشَةٍ
مِنْ ذِكْرِ حُبِّي الشّمالَ البَعِيدَ. هُناكَ "هُنا"يَ الَّذِي
يَرْقُبُ البَحْرَ كَيْلا يَجِفَّ. خُطانا مَدًى مَدَّنَا
فَوْقَ مَوْجٍ سُدًى. مَطَرٌ عائِدٌ للسَّرابِ شَذًى، نَدًى
نازِفٌ مِنْ عُيُونِ الشَّبابِ شَظايا لَهَبْ.
*
لِسانُكَ نِصْفانِ. نِصْفٌ تَغَنَّى بِنِصْفٍ تَلَعْثَمَ إذْ
مَطَرَتْ دَمْعَها غَيْمَةُ الصُّبْحِ دافِئًا، لَوْعَها دافِقًا فِي
كُرُومِ عِنَبْ. وَحِينَ تَدَلَّتْ قُطُوفُ التِّلالِ كَثَدْيٍ
حَلالٍ، تَرَكْتَ الهِلالَ وَحِيدًا وَيَمَّمْتَ وَجْهَكَ
صَوْبَ ظِلالٍ مِنَ النُّورِ، تِبْحَثُ عَن لَحْظَةٍ، فِكْرَةٍ،
فُرْصَةٍ لِلرُّجُوعِ الفَصِيحِ. سَبَحْتَ زَمانًا بِأَضْوائِها،
ضَحْلَةٌ مِثْلُ لَوْنِ النُّزُوحِ. وَحِينَ أَفاقَ الفَراشُ
لِيَمْضِي إلَى تَلَّةٍ فِي الجنوبِ الوَحِيدِ، القريبِ البَعيدِ،
نَظَرْتَ كَمَنْ شَاقَهُ الصَّيْفُ سِرًّا لِسِرٍّ دَفِينٍ. نَظَرْتَ
كَمَنْ عَلَّقَ الكَفَّ فَوْقَ الجَبِينِ سَحابَةَ يَوْمٍ وَلَمْ يَرَ
كَيْفَ تَمُرُّ السُّنُونُو مُحَمَّلَةً زَمَنًا فِي جَناحِ السِّهامِ
الّتِي انْطَلَقَتْ لا لِشَيْءٍ. وَلَمْ يَرَ كَيْفَ تَصِيرُ هُناكَ
العُيُونُ شَواهِدَ بِئْرٍ، وَنَبْعًا نَضَبْ.
هُناكَ هُنا. مَنْ هُنا؟ مَنْ لَنَا؟ مَنْ هُناكَ بِكُلِّ الجِهاتِ
بَراهُ التَّعَبْ؟ وَمَنْ باكرًا فِي الصَّباحِ الغَرِيبِ رَأى
كَيْفَ يَمْضِي الجُنُونُ إلَى حَتْفِهِ فِي غُرُوبٍ نَضِيرٍ؟
وَمنْ يَرْكَبُ الرَّأْسَ مُذْ دُحِيَتْ فِكْرَةُ الخَلْقِ فَوْقَ
ماءٍ غَزِيرٍ، بِغَيْرِ سَبَبْ؟
*
لِسانُكَ نِصْفانِ. نِصْفٌ نَمَا قَمْحُهُ حِينَ عادَ
الرَّبيعُ إلَى رَبْعِهِ فِي مَواسِمِ ذِكْرَى.يَرُدُّ الجَمِيلَ
جَمالاً وَفِيرًا. لِسانُ كَنارٍ قَضَى عُمْرَهُ راحِلاً
خَلْفَ فَرْعٍ بَعِيدٍ، وَفَرْعٍ سَعِيدٍ يُعِيدُ إلَيْهِ الغِناءَ
الَّذِي قَدْ ذَهَبْ. وَنِصْفٌ مُقَفَّى بِأَحْرُفِ غَيْمٍ،
تَدَلَّى عَلَى شُرْفَةِ البَيْتِ عِنْدَ غُرُوبِ شُهُبْ.
يَرَى الطَّيْرَ كَيْفَ يَعُودُ إلَى عُشِّهِ فى البَرارِي.
وَمَا مَنْ يُعِيدُ إلَيْهِ الحُرُوفَ الّتي هَجَرَتْ سِرْبَهَا
فِي القَوافِي، فَظَنَّ بِأَنَّ الخَيالَ الَّذِي شَدَّهُ
كَالرِّحالِ اسْتَحالَ خُيُولاً تَرُدُّ لَهُ ما مَضَى
مِنْ زَمانٍ ذَهَبْ.

لِسانُكَ نِصْفانِ. نِصْفٌ فَؤَادٌ، وَنِصْفٌ نَمَا
مِثْلَ نَبْضِ اللَّمَى حِينَمَا كَتَبَ الدَّهْرُ بَيْنَهُمَا
ما كَتَبْ. فَلا يَلْتَقِي النِّصْفُ بِالنِّصْفِ،
إلاّ إذا عَرَفَتْ شَفَةُ الهَوَى أَصْلَهَا، فَصْلَها،
رَفَعَتْ نَصْلَهَا فاعِلاً قَبْلَ فِعْلِ الكَلامِ الكَبِيرِ.
وَلا يَسْتَوِي الفِعْلُ إلاّ إذَا رُسِمَتْ بَسْمَةٌ،
هُمِسَتْ قُبْلَةٌ فِي عُيُونِ الصَّغِيرِ الوَحِيدِ.
فَكُلُّ الكَلامِ صَغِيرٌ، وَكُلُّ الوُجُودِ صَغِيرٌ.
صَغِيرٌ هُوَ العالَمُ المُسْتَتِبّْ.
*
لِسانُكَ نِصْفَانِ. نِصْفُ اللِّسانِ زَمانُ
صَباحٍ عَفِيفٍ. مَضَى هائِمًا فِي الرُّبَى
مِثْلَ حُلْمٍ خَفيفِ الجَناحِ. نَفتْهُ عُيُونُ
المُسافِرِ لَيْلاً إلَى يَقْظَةٍ فِي لَيالِي الشِّتاءِ
الطَّوِيل. وَنِصْفُ اللِّسانِ عِتابُ الخَرِيفِ
الَّذِي راحَ يَبْنِي سِتارًا مِنَ النَّوْمِ خَلْفَ
الحَياةِ. ويُخْفِي عَنِ الأَعْيُنِ السّاهِماتِ
صَباحًا تَأَخَّرَ، لا بُدَّ آتِ. فَلَمْ تَلْتَفِتْ
للحَمامِ الَّذِي هَجَرَ السَّطْحَ حِينَ نَمَتْ فِي
جَناحَيْهِ رِيحُ انْفِلاتِ. فَعَلَّلْتَ نَفْسَكَ سَاعَةَ
عَصْرٍ بِنَسْمَةِ غَرْبٍ عَلِيلَهْ. وصَلَّيْتَ كَيْ يَحْمِلَ
المَوْجُ الدُّعاءَ، كما زَبَدٍ ناطِقٍ فِي الحُرُوفِ.
فَلَمْ يَعُدِ الطَّيْرُ عَصْرًا، وَلَمْ تَعْتَرِفْ أَبَدًا بِقُدُومِ
الضُّيُوفِ عَلَى زَوْرَقٍ مُبْحِرٍ نَحْوَ شاطِئِ قَلْبٍ،
عَلَيْهِ اسْتراحَ المَساءُ. بِهِ اخْتَبَأَتْ قِصَّةُ البَدْءِ
مُذْ نَزَلَ الخَلْقُ عَنْ ظَهْرِ حُوتِ.
*
لِسانُكَ نَهْرانِ. تَمْتَدُّ بَيْنَهُمَا واحَةٌ مِنْ نَخِيلٍ.
بَنَيْتَ بِها بَيْتَ شِعْرٍ صَغِيرًا. وَأَفْرَدْتَ شَطْرًا خَفِيًّا،
يَكُونُ بِهِ مَلجَأٌ آمِنٌ لِلنُّزُوحِ. هُنا سالَ نَهْرُ كَلامٍ مِنَ
الشَّوْق،ِ يَنْبُعُ مِنْ أَعْيُنٍ عُلِّقَتْ فِي رُمُوشِ السُّفُوحِ.
وَنَهْرٌ هُناكَ، بَقايا نَهارٍ كَسِيحِ. خُطًى عَبَرَتْ عَتْبَةَ
الصُّبْحِ عَصْرًا. مُنًى تَرَكَتْ أَثَرًا دارِسًا فِي السُّطُوحِ.
"هُنَا"كَ "هُنَا"يَ هُنَا. حَجَرٌ عَرَفَتْهُ يَدَا حالِمٍ، مُسْتَرِيحٍ
لِمَا أَوْصَلَتْهُ بَقايا القُرُوحِ بِكَفَّيْهِ، إذْ رَفَعَ الأَرْضَ فَوْقَ
رَمادِ الحَكايا، وَعَلَّقَها رَايَةً نَزَفَتْ فَوْقَ رُوحِي.
*
لِسانُكَ نِصْفانِ. نِصْفٌ مُقَفَّى بِحَرْفٍ عَلِيلٍ، وَنِصْفٌ
كَرِيشَةِ طَيْرٍ نَمَا فِي الجَلِيلِ الأَخِيرِ يَمامًا طَلِيقًا،
وَألْسِنَةً سُبِكَتْ مِنْ لَهَبْ. تَناساهُ أَهْلُهُ حِينَ تَنَادَوْا
إلَى رِحْلَةٍ فِي الرِّمالِ الّتِي نَثَرَتْ عِقْدَهَا عَنْ كَثَبْ.
يَعِيشُ عَلَى غابِرٍ صامِدٍ فِي كَثِيبٍ مُصَفَّى مِنَ البَحْرِ،
أَوْ مِنْ بَقايَا غَمامٍ يَمُرُّ فَلا يُمْطِرُ النّاسَ شِعْرًا، حَيْثُ
وُلِدْنا لأَرْضٍ عَجُوزٍ. غَفَتْ فِي هِلالٍ خَصِيبٍ،
قَضَتْ نَحْبَهَا مِنْ نَصَبْ.
*
لِسانُكَ نِصْفانِ. نِصْفٌ مُقَفَّى، وَنِصْفٌ تَبَعْثَرَ مِنْ غَيْرِ
نَظْمٍ عَلَى شاطِئِ النَّفْسِ، حَيْثُ اعْتَرَفْتَ بِضِيقِ الصَّحَارِي
الّتِي أَيْنَعَتْ فِي الخُطَبْ. فَعُدْتَ إلَى القَلْبِ فَرْخَ حَمامٍ،
رَماهُ الرُّمَاةُ عَلَى الدَّرْبِ، تَسْأَلُ عَمَّا دَهاكَ لِتَتْركَ عُشًّا
وَفِيرَ الزَّغَبْ. تَذَكَّرْتَ حَرْفَكَ، حَتَّى نَسِيتَ القَوافِي
عَلَى بابِ بَيْتٍ بِأَرْضِ العَرَبْ. "هُنا"كَ هُنا، "هُنا"يَ هُنا.
وَحَيْثُ الْتَقَيْنَا نُوَدِّعُ أَشْعارَنَا، نُودِعُ الغَيْمَ زُغْرُودَةً
فِي تُرابِ النَّسَبْ.
*
لِسانُكَ نِصْفانِ. نِصْفٌ تَدَثَّرَ بِالهَمْسِ مِثْلَ حَفِيفٍ
قَضَى بَيْنَ إغْفاءَةٍ فِي الحُقُولِ، وَبَيْنَ الهُرُوبِ إلى النَّبْعِ
حِينَ بَراهُ سَغَبْ. تَرَكْتَ لِسانَكَ خَلْفَ التِّلالِ الّتِي
أَيْنَعَتْ فِي الطَّرَبْ. وَجُبْتَ البَوَادِيَ، ثَمَّ الحَواضِرُ
أَضْحَتْ غَضَبْ. وَكَانَ الكَلامُ عَلَيْكَ ثَقِيلاً، فَلا لَثْغَةٌ
بَقِيَتْ لَكَ، لا صَوْتَ غَيْرَ سُؤَالِ التُّرابِ عَنِ البِئْرِ، عَنْ
وَرَقِ التّوتِ، حَيْثُ عَرَفْتَ الجَوابَ. تَرَكْتَ لِسانَكَ،
ما مِنْ عَرِيبٍ أَتَاكَ يُحَدِّثُ عَمَّا جَرَى لَكُما فِي بِلادِ
العَرَبْ. لَأنَّ الحَدِيثَ هُناكَ حَرامٌ عَلَى النّاسِ، حَرامٌ
عَلَى أَوْلِياءِ الأمُورِ - ما أكثرَ الأَوْلياء - حَرامٌ
عَلَى الوَطَنِ المُغْتَصَبْ.
*
لِسانُكَ نِصْفٌ، وَنِصْفٌ لِسانِي. غَرِيبانِ هَامَا بِكُلِّ مَكانٍ.
مَكانِي شَتِيتٌ إذَا رُحْتُ أَبْحَثُ فِي القَفْرِ عَنْ قَتْبِ رَحْلِي،
إذَا طَافَ لَفْظِي عَلَى بَحْرِ رَمْلٍ، وَهَامَ يُدَوِّرُ فِي مَطْلعِ
الشّمسِ عَنْ مَنْبعٍ دافِقٍ فِي لِسَانِي.

***

من مجموعة: لغة أم
منشورات زمان، القدس 2006

لثغة

سلمان مصالحة

لثغة


سُـئِلَ الحَكِيمُ:
هَلِ الـمَشـاعِرُ تُفْتَـدَى؟
فَأَجـابَ فِـي غَـضَـبٍ
وَلَـثْـغِ لِسـانِ:

الحسين بن علي || أعلمت أنّ من الرماح قدودا

مختارات تراثية:


في مديح ملكتنا اليمنيّة - بلقيس الصغرى

الحسين بن علي ||

أعلمت أنّ من الرماح قدودا


أعلى الأنامِ أبًا وأكرم طيبةً
وأتمّ أعراقًا وأصلب عُودَا

نقطة البيكار


 سلمان مصالحة ||

نقطة البيكار

المُؤمِنُونَ بِكَبْشٍ سَمِينٍ
يَنْزِلُ إليهم مِنَ السَّماءِ
يَعِيشُونَ جَوْعَى دَهْرًا.

بيروشيما



من الأرشيف- سبتمبر 1982



هذا نص قديم، لم يُنشر في كتاب.

كنت قد نشرته باسم ”سلمان سلمان“ نُشر أوّلًا في صحيفة ”الاتحاد“ الحيفاوية في 24 سبتمبر 1982، ثمّ نُقل ونشر أيضًا على غلاف مجلة ”فلسطين الثورة“ إبّان حصار بيروت.


أعيد نشره الآن بعد رؤية مشاهد المدينة وناسها إثر الانفجار الهائل الذي ضربها.
قضايا
  • كل يغنّي على ويلاه

    إنّ القطيعة التي فرضها الإسلام على العرب مع جذورهم الجاهلية قد سجنتهم في بوتقة الواحدية الأيديولوجية التي لا يمكن أن تكون إلاّ كابتة ومستبدّة، أي فاشية في نهاية المطاف. كذا هي طبيعة الأيديولوجيّات الواحدية، أكانت هذه الأيديولوجيات دينية أو سياسية، لا فرق.
  • شعب واحد أم تشعّبات؟

    قد يظنّ البعض أنّ إطلاق الشّعارات يكفي وحده إلى تكوين مجموعة سكّانيّة هوموجينيّة متراصّة لها مقوّمات الشّعب كما يجب أن يفهم هذا المصطلح على حقيقته.

    تتمة الكلام
 
قراء وتعليقات
  • تعليقات أخيرة

  • جهة الفيسبوك

    قراء من العالم هنا الآن

  • عدد قراء بحسب البلد

    Free counters!